ماذا يحدث في أجسامنا وعقولنا عندما نقع في الحب

الدراسات تثبت أن الحب ليس مجرد عاطفة قوية

ماذا تفعل هذه المشاعر في أجسامنا وعقولنا
تغنّى الشعراء والكتاب والفنانون بـ “قوة الحب”

يتسائل البعض ما إذا كان الحب هو مجرد عاطفة قوية أم أنه يؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية. سلطت العديد من الأبحاث العلمية الضوء على التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تحدث للإنسان عندما يختبر الحب الرومانسي، حيث يفرز الجسم مجموعة متنوعة من الهرمونات والناقلات العصبية التي تساهم في المشاعر الشديدة المرتبطة بهذه الحالة العاطفية. ولكن ما الذي يحدث بالضبط في أجسادنا وعقولنا عندما نقع في الحب؟ وهل له أي آثار على صحتنا العامة؟ هذا ما سنحاول معرفته في هذا الموضوع.

شاهدي أيضًا: العمل عن بُعد: هل هو مناسب لك؟ تعرف على الإيجابيات والسلبيات

قوة الحب وتأثيره

منذ القدم، تغنّى الشعراء والكتاب والفنانون بـ “قوة الحب”، لكنه لم يكن مجرد موضوع رومانسي أو احتفال بالحبيب، بل حقيقة علمية مدعومة بالأبحاث. فـ “الحب” ليس شعورًا جميلاً فحسب، بل له تأثيرات إيجابية هائلة على صحتنا البدنية والعقلية والنفسية. فكيف يفعل ذلك؟

دراسة جامعة هارفارد تكشف أسرار الحب:

كشفت دراسة من جامعة هارفارد نُشرت في مجلة “هارفارد بيزنس سكول”، عن العلاقة الوثيقة بين الحب والصحة النفسية. الحب بأشكاله المختلفة، سواء للشريك أو العائلة أو الصديق، له القدرة على تعزيز صحتنا الجسدية والعقلية.

كيف يحدث التأثير على أجسامنا وعقولنا؟

كشفت دراسة أجريت على 2500 طالب جامعي عن تأثير الحب على الدماغ. تم رصد نشاط الدماغ عند مشاهدة الطلاب لصور أشخاص مميزين بالنسبة لهم، ومقارنتها بنشاط الدماغ عند مشاهدة صور معارف عاديين. أظهرت النتائج تنشيط مناطق الدوبامين، المعروف باسم ناقل السعادة، في أدمغة المشاركين عند مشاهدة صور أحبائهم.

عندما نقع في الحب، تُغمر أدمغتنا بمزيج من المواد الكيميائية التي تنتج مجموعة متنوعة من الاستجابات الجسدية والعاطفية. تنبض قلوبنا بشكل أسرع، تتعرق كفوفنا، تَحمر خدودنا، ونشعر بمزيج من العاطفة والقلق.

ماذا تفعل هذه المشاعر في أجسامنا وعقولنا
عندما نقع في الحب، تُغمر أدمغتنا بمزيج من المواد الكيميائية التي تنتج مجموعة متنوعة من الاستجابات الجسدية والعاطفية

ماذا يحدث لعقولنا عندما نحب؟

عندما يسيطر الحب عليك، عليك أن تنسى شعور “الفراشات” في معدتك – إن دماغك من يتحكم بعرض الحب الرائع! من النشوة إلى التعلق والتضحية إلى الأفكار المستمرة عن من تحب، دعنا نستكشف كيف يعيد الحب برمجة عقلك وفقًا لمجلة Healthline:

  •  الدوبامين، النشوة:

تذكر ذلك الشعور بالبهجة عند رؤية من تحب؟ الدوبامين هو المسؤول عن ذلك، قضاء الوقت مع من تحب يحفز إطلاق الدوبامين، ما يجعلك تتشوق للمزيد. إنها حلقة تغذي الانجذاب العاطفي وتعزز الرابطة.

  • الأوكسيتوسين، الأمان:

يزداد هذا الهرمون مع الحب، ويعزز مشاعر التعلق والثقة. يُفَسَّر ذلك سبب شعورك بالاسترخاء والأمان مع شريكك، خاصة بعد التلامس الجسدي.

  • التضحية، مواءمة القلوب والعقول:

يجعل الحب تقديم التنازلات أسهل، وقد يتأثر ذلك بعصب المبهم الذي يربط الدماغ بالقلب والأمعاء. شعورك بألم شريكك يحفز الرغبة في تقديم التضحيات لضمان سلامته النفسية.

  • توتر أقل، تقاسم العبء:

يعمل الحب كدرع ضد الضغوط. تزيد المشاعر الإيجابية من الأوكسيتوسين والدوبامين وتحسن مزاجك إلى جانب زيادة هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، بينما يساعد وجود من يدعمك على مواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر فعالية.

  • الغيرة، الحامي المتملك:

رغم أنها تُرى أحيانًا على أنها سلبية، فإن الغيرة في الحب أمر طبيعي. فهي تعكس التزامك وخوفك من فقدان الحبيب. وعندما تُدار الغيرة بشكل بنّاء، يمكن أن تعزز الرابطة بينكما من خلال تعزيز التواصل والتعلق.

ماذا يحدث لأجسامنا عندما نحب؟

الحب جرعة سحرية للجسد والصحة، فالحب لا يؤثر فقط على المشاعر والأحاسيس، بل يُحدث تغييرات جسدية إيجابية عديدة. وفقًا لمجلة Healthline، تقوم مشاعر الحب بهذه التأثيرات على الجسم:

  • تعزيز العاطفة:

يشعل الحب الرغبة الجسدية بين الشريكين، ويعزز ذلك ارتفاع هرمونات الأندروجين (هرمونات تحتوي على هرمون التستوستيرون) المسؤولة عن الرغبة الجنسية. كما أن ممارسة العلاقة الحميمة مع الشريك تحفز إنتاج هذه الهرمونات، ما يخلق حلقة تغذية إيجابية مدعومة بتحرير الأوكسيتوسين والدوبامين، المسؤولين عن الشعور بالحب والسعادة.

  • تحسين الصحة البدنية:

العلاقات العاطفية المستقرة تُساهم بشكل كبير في صحة الفرد بشكل عام، ومن فوائدها تقليل خطر أمراض القلب، وخفض ضغط الدم، وتعزيز المناعة، وسرعة التعافي من الأمراض، وأيضًا إطالة العمر، حيث أن علاقة الحب وفقًا للدراسات تساعدك في التمتع بحياة أطول، وهناك عدد من الدراسات التي أثبتت ذلك، حيث أظهرت دراسة عام 2011 أن نسبة خطر الوفيات المبكرة للعزاب أعلى بنسبة 24% مقارنة بالمتزوجين أو بمن يعيشون في شراكات مستقرة. وفي دراسة أخرى عام 2012، وُجِدَ أن المتزوجين الذين أجروا عملية جراحة قلب مفتوح لديهم فرصة أكبر بمرتين ونصف للبقاء على قيد الحياة بعد 15 عامًا مقارنة بالعزاب.

  • مسكّن طبيعي للألم

هل سبق أن شعرت بتحسن في حالتك المزاجية، أو حتى تخفيف آلامك بمجرد التفكير في الشخص الذي تحب؟ اتضح أن هذا الشعور ليس مجرد خيال!

أثبتت دراسة صغيرة أجريت على 15 شخص في علاقات عاطفية جديدة، أن النظر إلى صورة الشريك يخفف من حدة الألم الجسدي. واستنتج الباحثون أن مشاهدة صورة الشريك تُحفّز منطقة المكافأة في الدماغ، ما قد يقلل من الإحساس بالألم.

لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بألم، تذكر أن التفكير في حبيبك، سواءً من خلال مشاعرك أو النظر إلى صورة من تحب، قد يساعد في تخفيف معاناتك الجسدية.

شاهدي أيضًا: حان وقت كسرها: أشهر 5 خرافات عن الطعام

ماذا تفعل هذه المشاعر في أجسامنا وعقولنا
استنتج الباحثون أن مشاهدة صورة الشريك تُحفّز منطقة المكافأة في الدماغ، ما قد يقلل من الإحساس بالألم.

كيف نغذي “الحب” في حياتنا؟

  1. قضاء وقت ممتع دائمًا مع من نحب، حتى لو كان مجرد محادثة هادئة أو نشاط مشترك بسيط.
  2. التعبير عن المشاعر والحب والتقدير باستمرار بعبارات أو لفتات بسيطة.
  3. الحرص على التواصل الفعال والاستماع الجيد لبعضنا البعض.
  4. تقديم الدعم العاطفي والمساندة في الأوقات الصعبة.
  5. تعزيز المشاعر الإيجابية والمودة والاحترام المتبادل.
  6. الاهتمام بأحبائنا على مدار الوقت وليس فقط في عيد الحب

الحب ليس رواية خيالية، ولا يقتصر على الاحتفال بعيد الحب في يوم واحد كل عام. ولكنه حقيقة ملموسة لها تأثيرات صحية كبيرة على عقولنا وأجسامنا. لذا، احرص على ابقاء شعلة الحب متوهجة في حياتك، لتعزيز صحتك البدنية والعقلية وبناء حياة أكثر سعادة ورضا.

سارة الرفاعي
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!