تعرف على مشوارهم المذهل
في عالم المال والأعمال، يتربع على القمة شخصيات بارزة حفرت أسماءها بذكاءٍ فذ وطموحٍ لا ينتهي. إنهم أغنى رجال العالم، رواد الاقتصاد، والمحرك الرئيسي لعجلة التقدم التقني والاجتماعي. في هذا الموضوع، قررنا أن نلقي نظرةً على قائمة أغنى 10 رجال في العالم لعام 2024، ونتعمق في رحلاتهم الرائعة التي اتسمت بالابتكار والرفاهية.
برنارد أرنو (208.9 مليارات دولار)
يصعدُ الفرنسيُّ، برنارد أرنو، إلى الصدارة متجاوزًا عمالقة التكنولوجيا ليُلقب بأغنى رجل في العالم لعام 2024. ولكن ليس بالصواريخٍ الفضائية ولا ببرامج الذكاء الاصطناعي، ولكن فقط بالموضة وعالم التجميل. فإمبراطوريتهُ الفاخرةُ “LVMH” تضمُّ أكثرَ من 75 علامةً تجاريةً أيقونيةً، منهم “لويس فويتون” و”كريستيان ديور” واللاتي تكفيان لإعلان تفوقه. لم يكُن صعود أرنو صدفةً عابرةً، بل رحلةٌ طويلةٌ من التخطيط، والرؤية الثاقبة والمهارة التجارية التي لا تُضاهى.
بدأَت رحلة أرنو مع الأزياء في سنٍ صغيرةٍ، وسرعانَ ما أدركَ قُوَّةَ العلامات الفاخرة وقدرتها على بناء الثروة. مع التخطيط الجيد والصفقاتٍ الاستراتيجيةٍ الجريئة، بنى أرنو إمبراطوريته تدريجيًا، محولًا شركاتٍ صغيرة إلى عملاقة تُضفي لمستها الخاصة على عالم الموضة.
شاهد أيضًا: لوي فويتون تقتحم عالم الضيافة الفاخرة بافتتاح فندقها في الشانزليزيه
إيلون ماسك (207.6 مليارات دولار)
من الأرض إلى المريخ، يأتي إيلون ماسك “ملك الفضاء” نموذجاً للطموح الذي لا يعرف الحدود. يحتلُ ماسكُ المركز الثاني بثروةٍ طائلةٍ تشهد على إبداعه وعزيمته، رغم تراجعِ أسهم شركته الضخمة للسيارات الكهربائية “تسلا” مؤخرًا.
فشركة “SpaceX” لتكنولوجيا استكشاف الفضاء تحملُ البشرَ والأقمارَ الصناعيةَ إلى المدار، بهدف تقليل تكاليف الرحلات الفضائية وجعلها أكثر سهولة في الوصول إليها، بينما تخطط لإرسال مركبات إلى المريخ. إنَّهُ مهندس عبقري ورائد أعمالٍ لا يخاف المخاطرة.
جيف بيزوس (181.4 مليار دولار)
من بيع الكتب عبر الإنترنت إلى استكشاف الفضاء، قصة جيف بيزوس مؤسسُ “أمازون” هي مزيج من الإبداع والمثابرة. بدأ بيزوس رحلته من متجر إلكتروني صغير لبيع الكتب، ليتحول بمرورِ الوقت إلى إمبراطورية تجارية شاملة تقوم بتوصيل أي شيء تقريباً إلى أي مكان في العالم.
لم يتوقفْ طموحُ بيزوس عند التجارة الإلكترونية، بل امتد إلى الفضاء أيضًا مع شركته “Blue Origin” التي تعمل على تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام واستيطان الفضاء.
لاري إليسون (140.9 مليار دولار)
يعد لاري إليسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوراكل، أحد أبرز رواد صناعة البرمجيات في العالم. عمل إليسون في شركة طيران لكنه لم يتحمل الروتين والاستقرار، لذا قرر في عام 1977، تأسيس شركة أوراكل مع صديقين له. كانت الشركة متخصصة في تطوير أنظمة إدارة قواعد البيانات.
حققت أوراكل نجاحًا باهرًا في غضون سنوات قليل، وأصبحت الشركة رائدةً في مجال قواعد البيانات، كما ساعدت على تطوير صناعة البرمجيات. وفي عام 1995، أصبح إليسون أغنى رجل في الولايات المتحدة، بينما لم يكتفِ بالبرمجيات فقط، حيث عُرف باستثماراته الكبيرة في العقارات والشركات الناشئة أيضاً.
مارك زوكربيرج (140.5 مليار دولار)
ملك التواصل الاجتماعي الذي يسيطر على عقول المليارات عبر عالمه الافتراضي “فيسبوك”. رغم الانتقادات التي يواجهها بسبب سياسيات منصات التواصل الاجتماعي التي يمتلكها، لكن لا يمكن إنكار تأثير زوكربيرج على حياتنا اليومية خاصة بعد الإعلان عن أحلامه الطموحة لنشر تقنية الميتافيرس.
انطلقت شرارة “فيسبوك” عام 2004 حين كان زوكربيرج طالباً في جامعة هارفارد يبلغ من العمر 19 عامًا. سرعان ما تحولت الفكرة البسيطة لربط صور الطلاب بأسمائهم إلى منصة تواصل اجتماعي تجاوزت حدود الجامعة لتضم مليارات المستخدمين حول العالم. في عام 2012، قاد زوكربيرج طرح “فيسبوك” للاكتتاب العام، ليظل حتى اليوم مساهم رئيسي بامتلاكه نحو 13% من أسهم الشركة. في نوفمبر 2021، غيرت الشركة اسمها إلى “Meta Platforms”، إيذاناً بتحولٍ استراتيجي يضع “ميتافيرس” العالم الافتراضي، على قمة أولوياتها.
شاهد أيضًا: مارك زوكربيرغ يبني مخبأً سرياً تحت الأرض في هاواي
لاري بايج (126.6 مليار دولار)
قائد عملاق البحث “جوجل”، يظل لاري بايج اسمًا لامعًا في عالم التكنولوجيا. رحلته بدأت مع زميله سيرجي برين في جامعة ستانفورد، حيث وضع الإثنين معاً اللبنة الأولى ل “جوجل” عام 1998. واخترعوا أيضاً خوارزمية PageRank التي تعد قلب محرك البحث الشهير، ليضعا معيارًا جديدًا للبحث عن المعلومات على الإنترنت.
تولى بايج منصب الرئيس التنفيذي مرتين، عندما أنشأ “ألفابت” ليضم إليه جوجل وشركات أخرى، ويصبح بايج قائدًا لسفينة التكنولوجيا المتنامية. رغم تنحيه عن المنصب التنفيذي عام 2019، لا يزال بايج عضواً مؤثراً في الشركة، بينما يواصل رسم ملامح مستقبل التكنولوجيا بعقلٍ مبتكر وطموح كبير.
وارن بافت (125.6 مليار دولار)
يُلقبونه بـ “عراف أوماها”، فيلسوف الاستثمار وارن بافت، أحد أنجح المستثمرين عبر التاريخ. يملك بافت إمبراطورية “Berkshire Hathaway” التي تضم تحت جناحها عشرات الشركات العملاقة، من شركة التأمين الشهيرة “جيكو” إلى مصنع البطاريات “Duracell” وسلسلة مطاعم “Dairy Queen”.
بدأ بافت رحلته الاستثمارية مبكراً جدًا، حيث اشترى أول سهمٍ له وهو في الحادية عشرة من عمره، وقدّم أول إقرار ضريبي في الثالثة عشرة. ولم تكد ثروته تنضج حتى ظهرت فيها بذور كريمة، إذ تعهد بالتبرع بأكثر من 99% منها. وحتى الآن، تخطت تبرعات بافت الـ 55 مليار دولار، أغلبها عبر مؤسسة غيتس ومؤسسات أبنائه.
بيل غيتس (123.2 مليار دولار)
ثروة تكنولوجية واسم مرادف للابتكار. من ثورة البرمجيات مع مايكروسوفت واستثمارات الطاقة النظيفة والمشاريع الخضراء إلى العمل الخيري الذي يغير العالم، يُلهمُنا غيتس بأن النجاح المالي لا يتعارض مع إحداثِ فرقٍ إيجابي كبير.
حتى الآن، تبرع غيتس بأكثر من 59 مليار دولار إلى مؤسسة غيتس، بما في ذلك هبة تقدر بـ 20 مليار دولار أُعلن عنها في يوليو 2022.
سيرجي برين (121.3 مليار دولار)
شريك آخر في تأسيس “Google” وعقل مدبر وراء خوارزمياتها المذهلة. رغم ابتعاده عن الواجهة، لا تزال بصمات برين واضحة على كل بحثٍ تكتبهُ على محرك “Google” الشهير.
التحق برين بجامعة ستانفورد، والتقى ب “لاري بيج” واشتعلت شرارة مشروع “جوجل” الخالد عام 1998. قادا معًا الشركة نحو الاكتتاب العام عام 2004، ثم أسسا عام 2015 الشركة الأم “ألفابت” لتضم تحتهما إمبراطورية جوجل المتنامية. لم يتوقف طموح برين عند هذا الحد، فاليوم يأتي اسمه كداعم لمشروع طموح لسفينة طائرة تخطو حدود السماء، ليضيف فصلاً جديدًا إلى سجل حافل بالإنجازات.
ستيف بالمر (119.3 مليار دولار)
هل تتذكر ذلك الرجل النشيط الذي كان يقود مايكروسوفت بحماس منفجر؟ إنه ستيف بالمر، وقصته أبعد ما تكون عن الإحباط. بعد انضمامه إلى الشركة في عام 1980 كموظف رقم 30، قاد مايكروسوفت خلال السنوات الحاسمة في مطاردة Google في مجال البحث و Apple في مجال الهواتف المحمولة.
بحلول عام 2014، استبدل بالمر قاعات الاجتماعات بملعب كرة سلة، حيث اشترى فريق لوس أنجلوس كليبرز في الدوري الأميركي للمحترفين مقابل 2 مليار دولار آنذاك، وهو ما يعد استثمارا ذكياً، حيث تقدر مجلة فوربس قيمة الفريق الآن بحوالي 5 مليارات دولار. استثمر بالمر أيضاً في مشاريع طموحة مثل إنشاء سيارات طائرة، مما يثبت أن ذكاءه التجاري لا يخفت مع التقاعد.
هذه نبذة بسيطة عن عوالم هؤلاء العمالقة العشرة، أغنى 10 رجال في 2024، ولكن تذكر، توجد وراءَ هذه الأرقام طموحاتٌ هائلةٌ ورؤىً ثاقبةٌ وشغفاً لا يطفأ، فعالمُ المال والأعمالُ مُعقدٌ ومُذهلٌ.
