إيلون ماسك يصف التغطية الإعلامية للحادث بأنها “غير دقيقة”
أثار هجوم روبوت على أحد مهندسي مصنع “تيسلا” للسيارات الكهربائية صدمة عالمية كبيرة وسط المخاوف من مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشر. حدثت الواقعة في عام 2021، وكشف تقرير استقصائي أجراه موقع The Information عن سلسلة من حوادث الإصابة أثناء العمل بمصنع “Giga Texas” التابع لشركة “تيسلا” في أوستن، بما في ذلك الحادث المذكور قبل عامين.
جاءت الواقعة عندما بدأ المهندس العمل على ثلاثة روبوتات دون أن يدرك أن اثنين فقط منهما مغلقان بينما كان الثالث قيد التشغيل. وخلال انشغاله بإجراءات الصيانة، فوجيء المهندس بنفسه محاصرًا بين مخالب الروبوت الذي أوقعه على الأرض مما أدى إلى إصابات تسببت بنزيف في ذراعه وظهره. لحسن الحظ، قام عامل آخر بتفعيل زر الإيقاف الطارئ محرراً المهندس من قبضة الروبوت، إلا أنه سقط خلال ذلك في قناة معدنية للخردة.
ألقى هذا الحادث الضوء على تحديات ومخاطر السلامة المرتبطة بالتكامل المتزايد للأتمتة في مجال التصنيع، كما سلّط الضوء أيضاً على المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها العمال في البيئات الآلية.
من جانبه، انتقد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا”، التقارير التي صدرت بشأن الحادث واصفًا المعلومات التي وردت فيها بأنها “غير دقيقة”، وصرّح على منصة X قائلًا: “من المخجل حقًا أن تلجأ وسائل الإعلام إلى التمسك بالحديث عن إصابة حدثت قبل عامين بسبب ذراع روبوت صناعي عادي من طراز Kuka يُستَخدَم في جميع المصانع، والقول بأنها مرتبطة بتطوير روبوت Optimus الجديد”. جاء هذا الرد من ماسك على تغريدة كتبها Andrew McCarthy على منصة X، قال صاحبها فيها أن الروبوت “اتخذ قرارًا وفعل ما صُمم للقيام به بالضبط”، مشيرًا أيضًا إلى أن العامل ربما يكون قد اعتقد أن الروبوت ليس قيد التشغيل بينما لم يكن كذلك.
Correct.
Truly shameful of the media to dredge up an injury from two years ago due to a simple industrial Kuka robot arm (found in all factories) and imply that it is due to Optimus now.
— Elon Musk (@elonmusk) December 27, 2023
اقرأ أيضًا: “وداعاً طبرية” ذاكرة نساء فلسطينيات تُثقلها أوجاع الوطن
أثار التقرير الاستقصائي الذي كشف عن حادثة إصابة المهندس موجةً من التساؤلات حول سلامة العمل في مصانع الشركة، وفعالية إجراءات الرقابة الحكومية. وعلى الرغم من تقديم “تيسلا” تقرير الإصابة إلى السلطات المحلية، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن قلة تفتيشات السلامة التي تجريها إدارة السلامة والصحة المهنية الفيدرالية (OSHA) على المصنع.
وكشف التقريرأيضاً أن (OSHA) قامت بتفتيش المصنع مرة واحدة فقط سنويًا في عامي 2021 و2022، وهو ما قوبل بتساؤلات حول جدوى هذه الإجراءات، وخاصةً في ظل ارتفاع معدلات الإصابة في المصنع مقارنةً بغيرها من مصانع السيارات الأخرى. وأوضح تحليل The Information لبياناتٍ فيدرالية، إن حوالي عامل واحد من أصل 21 في مصنع “أوستن” عانى من الإصابةً أثناء العمل خلال العام الماضي، وهو معدل أعلى بكثير من متوسط القطاع الذي يبلغ عاملًا واحدًا من أصل 30.
ويمتد التفاوت في معايير السلامة إلى مصنع “تيسلا” في فريمونت بكاليفورنيا، والذي خضع إلى عمليات تفتيش سلامة بشكل أكبر على الرغم من تسجيله لارتفاع معدل الإصابات، حيث بلغ معدل الإصابة عاملًا واحدًا من أصل 12 عامل في عام 2022، مما يثير مخاوف بشأن بروتوكولات السلامة العامة في أماكن العمل التابعة لشركة “تيسلا”.
اقرأ أيضًا: ذكاء اصطناعي يتغلب على أفضل الطيارين البشر في سباقات “الدرون”
مخاطر الروبوتات المتزايدة
يعزز تقرير الحادثة أيضًا المخاوف التي أثارها مركز أبحاث الروبوتات المهنية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، والذي توقع ارتفاعًا محتملاً في عدد الوفيات بسبب الاستخدام المتزايد للروبوتات الصناعية في الولايات المتحدة، حيث إن دمج الروبوتات التعاونية، والهياكل الخارجية التي تعمل بالطاقة، والمركبات المستقلة في بيئات العمل يطرح تحديات جديدة تتعلق بالسلامة.
تمتلك “تيسلا” تاريخاً كبيراً من إصابات العمال، حيث أفادت معلومات بأن العديد من عمال المصنع السابقين والحاليين زعموا أن “تيسلا” انخرطت بشكل معتاد في ممارسات غير آمنة تعرض الموظفين للخطر.
ووفقًا لصحيفة “نيويورك بوست”، وقع بعض عمال الإنتاج ضحية لسقوط الآلات الثقيلة عليهم، فضلا عن إصابة العمال بالمرض بعد التعرض للأمونيا. وفي حادث آخر أوردته الصحيفة، أدى انفجار الألومنيوم المنصهر في يناير 2023 إلى إصابة العمال بعدد غير معروف من الإصابات بسبب فشل “تيسلا” في تقديم المعلومات المطلوبة إلى مفتشي السلامة.
وكشفت تقارير إضافية من وكالة “أسوشيتد برس” أن عامل مصنع “تيسلا” في الصين قد تعرض للسحق حتى الموت في فبراير 2023، وهي تفاصيل سعت الشركة إلى قمعها.
بالإضافة إلى ذلك، أكد موقع Business Insider أن ثلاثين إصابة لم يتم الإبلاغ عنها إلى سلطات كاليفورنيا، إذ قدمت “تيسلا” ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن المنظمين أشادوا بممارسات حفظ السجلات والإبلاغ عن الإصابات.
تواصل “تيسلا” جهودها الطموحة لتصنيع سيارة كهربائية بأسعار معقولة في مصنع “Giga Texas”، ويسلط هذا الحادث الضوء على الحاجة الملحة لتدعيم إجراءات السلامة وتكثيف عمليات التفتيش لحماية العمال من المخاطر المحتملة المرتبطة بعمليات التصنيع الآلية.
