ذكاء اصطناعي يتغلب على أفضل الطيارين البشر في سباقات “الدرون”

الابتكار الجديد طوره علماء في سويسرا

الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر
ذكاءٌ اصطناعيٌ يمكنه التحكم بطائرات الدرون ببراعة والتغلب على أفضل الطيارين البشر

ذكاءٌ اصطناعيٌ يمكنه التحكم بطائرات الدرون ببراعة والتغلب على أفضل الطيارين البشر في سباقات الدرون.. هذا ما نجح في تطويره مجموعة من الباحثين في جامعة زيوريخ السويسرية، حسب بيان نشرته مجلة Nature البريطانية، ويعد هذا الابتكار من أهم إنجازات الذكاء الآلي، والذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التطوير للأنظمة الأخرى، مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات.

قد لا يبدو تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر أمرًا مفاجِئًا في يومنا هذا، خاصة بعد أن استعرضت شركات مثل OpenAI قدرات النماذج الكبيرة. وبالحديث عن الذكاء الاصطناعي، فتختلف الاستجابة لأسئلة البشر بما يعرفه الإنترنت في أساسها كثيرًا عن الاستجابة للمواقف التي تنشأ أثناء الطيران.

شاهدي أيضًا: خلال فعاليات قمة “وايز”، الشيخة موزا بنت ناصر تُبرز أهمية الذكاء الإصطناعي في تعليم أطفال غزة

لماذا تختلف سباقات الدرون عن الألعاب الأخرى؟

حقق الذكاء الاصطناعي انتصارات سابقة على البشر في ألعاب الطاولة مثل الشطرنج ولعبة الغُو أو حتى ألعاب الفيديو مثل Gran Turismo ؛ ولكن سباقات الدرون تُعد رياضة بدنية للغاية وتتبع قوانين الفيزياء بدلاً من تلك القوانين المشفرة في بيئات المحاكاة.

يقود الطيار طائرة الدرون بالاعتماد على ما يراه من خلال الكاميرات الموجودة على الدرون نفسها، وتطير طائرات الدرون بسرعة عالية في حلبة ثلاثية الأبعاد. يقضي البشر سنوات من التدريب للوصول إلى درجة الإتقان المطلوبة للتفوق على بعضهم البعض في المسابقات المباشرة. أما بالنسبة لنظام القيادة الذاتي، فهو يقود الدرون من خلال تقدير سرعتها وموقعها باستمرار، معتمدًا بذلك على أجهزة الاستشعار الموجودة على الدرون أثناء الطيران بسرعات عالية، إذا كان بحاجة إلى التغلب على الطيارين البشر، وهذا بالضبط ما تمكن الباحثون السويسريون من بنائه.

التعلم المعزز العميق

استخدم دافيد سكاراموزا وفريقه من الباحثين في الجامعة التعلم المعزز العميق لتدريب نظام التحكم الذاتي الذي يطلقون عليه اسم Swift. يستخدم هذا الأسلوب التوصيات الإيجابية أثناء التجربة والخطأ في المحاكاة لتسريع عملية التعلم. خضع نظام الذكاء الاصطناعي للتدريب باستخدام بيانات حيّة من مضمار سباق حقيقي صممه طيار محترف في سباقات طائرات الدرون، ولم يستغرق التدريب أكثر من 50 دقيقة. يواجه النظام بعد تجهيزه ثلاثة طيارين محترفين في سباق فعلي، اثنان منهما كانا أبطال العالم في الدوريات الدولية لهذه الرياضة، وذلك بعد منحهم أيضًا أسبوعًا واحدًا للتدرب على مضمار السباق قبل المواجهة.

فاز النظام على المتسابقين البشر في 15 سباق من أصل 25 أُقيمت بينهما، وسجل النظام أيضًا أسرع وقت على الحلبة، إذ كانت الدرون التي يقودها النظام أسرع بنصف ثانية من الدرون التي يقودها المتسابقون البشر.

ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر
تدريب الدرون للطيران في مختلف الظروف

الجدير بالذكر أن حلبة الاختبار وُضِعَت في بيئات خاضعة للرقابة، وإذا أراد الذكاء الاصطناعي أن يتفوق حقًا على منافسه البشري بشكل عادل، فسيحتاج أيضًا إلى اجتياز عوامل بيئية مختلفة أخرى مثل اضطرابات الرياح، وظروف الإضاءة المختلفة والبوابات غير المحددة عادة بشكل جيد. يمكن لهذه الزيادة في تعقيد ظروف العالم الحقيقي أن تكون أمرًا مربكًا للنظام الآن؛ ولكن التطوير المستمر الذي يخضع له المعالج لزيادة قدرته سيجعله قادرًا على التعامل معها في المستقبل.

شاهدي أيضًا: “ويكيبيديا العربية” تُعبرِّ عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بإغلاق موقعها على الإنترنت مؤقتاً

يشير الخبراء إلى أن تطبيق هذه التكنولوجيا يمكن أن يُستخدم لأغراض أخرى تتجاوز سباقات طائرات الدرون، ويمكن استخدامه أيضًا لدوافع حربية حيث استُخدِمَت طائرات الدرون لأسباب أكبر. يمكن لهذه التكنولوجيا أيضًا أن تساعد في تفعيل القيادة الذاتية في المركبات والطائرات أيضًا.

علي يونس
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!