نداء شرارة: يسعدني وصف المطربة المحجبة.. ولن أغير جلدي

مثلما توجد المعادن النبيلة، توجد أيضاً المعادن النفيسة كالذهب، الذي يحظي بجمال استثنائي لندرته واستمراريته، وهكذا هو صوت المطربة الأردنية نِداء شرارة، فهو لا يشبه الذهب في لمعانه فقط، إنما لديه القدرة علي أن يعيش للأبد، لأنه يذهب إلي القلب مباشرة ويستقر فيه، اختارت نِداء طريقها ورفضت أن تغير جلدها، لأنها تؤمن بأن الموهبة الحقيقة تتخطي كل العقبات. تغني كثيراً، وتكتب وتلحن كلما جاءها الإلهام.

النِداء.. هو المُناداة أوالدعاء بصوتٍ عالٍ، ونِداء شرارة كان لها نصيب كبير من اسمها، واستطاعت أن ترفع صوتها وتجوب به كل البلدان العربية، فغنت بكل اللهجات، وأصبح لها جمهور كبير في كل مكان، وفي حوارها مع “سول الأردن” أخبرتنا نِداء الكثير عن حياتها الشخصية، وفنها، وعشقها للكتابة، وكيف تعتبر أن صوتها هو وسيلة تعبيرها عن نفسها.

أغنية “شروط” لاقت نجاحاً كبيراً، وتعاونت فيها مع الموزع جان ماري رياشي، والملحن محمود أنور، حدثينا عن هذا التعاون ؟وما هي الأغنية التي كان لها رد فعل كبير من الجمهور ؟

أحببت هذه الأغنية جداً قبل أن أغنيها للجمهور، وشعرت بسعادة كبيرة عندما لاقت إعجابهم، وبعدما إنتهينا من تسجيلها  كنت أسمعها كثيراً، لأن الشىء المميز فيها أنها تجمع بين اللهجة الخليجية و “البيضا” الأردنية، وأنا أحب أن أغنى بلهجة بلدي، وكنت أقول دائماً أن الأردنيه هى اللهجة العربية الأصيله. وتعتبر أغنية “حبيتك بالتلاته” من أكثر الأغاني التي لاقت صدي واسعاً، وتم سماعها بشكل رهيب، وأكثر ما يميزها أنها تظل مع الناس.

قدمت في رمضان الماضي، الدعاء الديني ” إني ظلمت نفسي”، حدثينا عن هذه التجربة؟ وهل تنوين تكرارها؟ 

قدمت بالفعل  30 دعاءاً خلال شهر رمضان، وكانت هناك صعوبة في تسجيلهم بسبب إجراءات الحظر التي صاحبت إنتشار فيروس “كورونا”، واضطررت إلى تسجيلهم من المنزل على “الواتس آب”، والفضل للملحن والموزع الموسيقي جان ماري رياشي الذي عمل من قلبه وبذل مجهوداً كبيرا حتي يكون الصوت بهذه الجودة. وأنا أحب الروحانيات والأدعية جداً ومعظمهم كانوا من تلحيني، كما أنني كتبت بعضاً منهم أيضاً، وأتمني أن أقدم ألبوم كامل من الاناشيد الدينية، وهو مشروعا مستقبلي أفكر فيه، خاصة أنني كنت أهوي سماعها من كثير من المطربين مثل ماهر زين، ومحمود الخضر، وقلبي يكبر عندما أسمعهم.

هل ترى نِداء شرارة أنها ظلمت نفسها؟ ومن هو أكثر شخص ظلمك؟

لم يظلمني أحد، وطالما أن الإنسان متصالحاً مع نفسه لن يستطيع أحد أن يظلمه، وعندما يأتي الظلم يكون من نفسه أولاً ، كل إنسان منصف عند خالقه، الذي يتولاه برعايته دائماً، لأن الله يحب المظلوم… وبالتأكيد الظلم ظلمات، لكن أهم شىء مهما تعرض الإنسان لظلم ألا يظلم هو نفسه،  ويوجد أشخاص سيئين جداً لأنهم تعرضوا للظلم،  بينما آخرون أصبحوا ملهمين رغم ما تعرضوا له، ولا يوجد إنسان لم يخذل أو يظلم أو لم يكن خيبة أمل لشخص آخر، فكلنا لدينا هذا الجانب المظلم لأن “مفيش إنسان كامل”، ولو ظلمت شخصاً يجب أن تطلب منه أن يسامحك وإذا تعرضت للظلم تحتسبة عند ربك، وأي شخص يظلمني أقول حسبي الله ونعم الوكيل فقط.

ويكفيني أن أرقام المشاهدات عالية جداً، ولا تخلو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من فيديو لنداء تغني فيه،  وهو ما يعني أن صوتي وصل إلي الناس، لأنهم يحبونني بصدق وأثبت لهم أن الصوت والموهبه أهم شىء، لذا دافع عن موهبتك، فالجميع أخبروني أننا في عصر الصورة ولن أنجح  ولكن صوتىي وصل لكل الناس في العالم.

Shot by: Faris Zuhair

هل تعتقدين أن المطرب يجب أن يقدم أغان لها هدف أو دور ما؟

بالتأكيد يجب أن يكون لدي الفنان دور يقوم به، وشيء جميل أن نقدم الأغاني العاطفية المليئة بالحب والعنفوان، ولكن يجب أن يستغل قدرته على الوصول إلى الناس ويوظفها في تقديم رسالة اجتماعية تدعم المرأه أو الطفل خاصة أن الأغاني تصل إلى المشاعر مباشرة، وتكون أكثر قدرة على التأثير.

وشاركت بالفعل في حملة لجمعية شئون المرأه منذ عامين قدمت فيها أغنية عن زواج القاصرات، وأغنية عن الطفل في حملة أخري مع الأمم المتحدة، وأغنية عن البنات الأيتام ودور الرعاية اللاحقة لمؤسسة الأميرة تغريد… وحالياً إختاروني كوجه إعلامي مع الإعلامية غادة سابا لحملة العنف ضد المرأة التي تنظمها جمعية شئون المرأة  والإتحاد الأوروبى.

وهذه الحملة لم أسجل فيها أية أغاني، ولكن كتبت ولحنت أغنية، ستقدم دون موسيقي في فيديو هدية مني لكل سيدة تتعرض للعنف ، وفضلت أن أقدم أغنية بدلاً من الكلام لأنني لا أحب الكلام الكثير او ما قد يعتبره البعض تنظيراً، ورغم أنني أظهر في لقاءات عدة إلا أنني أغني أكثر مما أتكلم، لأنني أعتبر أن الغناء هو وسيلتي للتعبير، خاصة أن الكلام كثيراً ما يفهم بطريقة خاطئة، كما أن الله أعطاني ملكة الكتابة والتلحين.

وما هي الرسالة التي اخترت أن تقدميها للمرأة من خلال أغنيتك في هذه الحملة؟

اخترت أن أشجع كل النساء على أن يكن أقوياء من خلال أغنيتي، لأنها أسرع وأسهل طريقة لإيصال هذه الرسالة، كما أن بها عاطفة أكثر وتعبر عن كل أمرأة، وأقول بالأغنية : “في عينك دمعه عم بتخبيها .. وع شفافك ضحكة مش حقيقية ..نزلت دمعة وردى إمسحيها ..بس بعدها صيري قوية”.

والأغنية هي رسالة كل إمرأة بالعالم أن تبكي وتحزن ولكن تبقي قوية، وتعرف أن هناك مؤسسات كثيرة تساندها وتساعدها، وأنه لا توجد هبه في الكون أفضل من كونها إمرأة وهو تكريم من الله لها، فلا تبخلي بمساعدة نفسك إذا تعرضتي للعنف، وهي رسالة مهمة خاصة أن بعض تقاليد  المجتمعات العشائرية تجعل النساء يخشين الإفصاح عما تعرضن له من عنف خارج المنزل أو داخله، وان تعرف كل إمرأة أن الله لم يخلقها حتي تكون ضعيفة، وأن تستلهم من قصص نجاح السيدات الملهمات اللاتي تعرضن لعنف في حياتهن، ولولا ظروف التباعد بسبب الكورونا لكان هناك مؤتمراً يناقش هذا الامر.

طرحتي  مؤخرا أيضا  أغنية “حكايتى”، حدثينا عنها ورد فعل الجمهور عليها؟

هي أغنية لبنانية لبرنامج “حكايتى” وقدمتها بصوتي لأني أحببتها جداً، كما أنها  تتناول قصة نجاح الموزع الموسيقي الكبير جان مارى رياشي ، وكنت سعيدة لأن الجمهور أحبها جداً رغم أنها كانت سريعه وعفوية.

قدمت مثل معظم الفنانين حفلات “أون لاين” خلال فترة الحظر.. كيف كانت هذه التجربة؟وهل تُغنِ عن الحفلات الحية؟

غنيت مؤخراً حفل “أون لاين”، ومن المفترض يكون هناك قريباً حفل آخر، وأحاول أن أتواصل مع الجمهور عبر “السوشيال ميديا”، وقدمت حفلات “لايف” بالتعاون مع تطبيق “أنغامي”، ولكن لا شىء يغني عن رؤية الجمهور وجها لوجه، ويوجد شىء مثلا اسمه الفاصل الغنائي، ولكن بالنسبة لي الفاصل الغنائي مثل الفاصل في دار الأوبرا هو مائة فاصل  لأن الجمهور مع كل مقطع يقول “الله” وهو رد فعل يجعل الفنان سعيد جداً، لانه يشعر بحب الناس مباشرة.

غنيتي في دار الأوبرا المصرية وفي ساقية الصاوى، كيف كانت تجربة الغناء في الإثنين مع إختلاف طابع كل منهما ؟ وكيف تقيمين ردورد الأفعال؟

غنيت في ساقية الصاوي مرة واحدة فقط، بينما غنيت أكثر من مرة في دار الأوبرا المصرية، وعلي معظم المسارح التابعة لها مثل سيد درويش، وأوبرا دمنهور، والمسرح الكبير، ومسرح أم كلثوم، ومسرح الجمهورية، والمسرح المفتوح، وشاركت في مهرجان الموسيقي العربية مرتين، وفخورة بأنني غنيت على مسارحها،  خاصة أن الجمهور أقبل على حضور هذه الحفلات، ومسرح الأوبرا له رهبة كبيرة، وأول مرة غنيت فيها كانت أغنية “الليل” للمطربة أم كلثوم ورغم أنني غنيتها كثيراً إلا انني من الرهبة نسيت كلمات الأغنية وأنا على المسرح، وقلت “الليل” الأولي ولم تخرج “الثانية” والجمهور طالبني أن أكمل، وأحسست برهبة عظيمة لأنني أغني علي مسرح أم كلثوم لأول مرة.

أما ساقية الصاوي فلها طابع شبابي، لذا فطبيعة الغناء مختلفة، والجمهور أيضاً مختلف، وكان من المفترض أن أقدم حفلاً جديداً على مسرح سيد درويش بدار الاوبرا، وحفلا في قاعة النهر الكبير بالساقية أيضاً، ولكن لم يتم تحديد الموعد بسبب ظروف الخاصة بإنتشار “الكورونا”.

وكيف كان رد فعل الجمهور المصري وتفاعله مع حفلاتك؟

الجمهور المصرى مثقف فنياً بطريقة كبيرة حتي الشباب منهم، فمثلاً أغنية “بتخون” طربية، ولم تأخذ حقها، ولكن فوجئت أن الجمهور طلبها وأنا أغني على مسرح الساقية، وكنت لم أتابع مشاهداتها على موقع “يوتيوب” من فترة، فوجدت أنها زادت بالملايين، فصدمت من قدرة هذا الجمهورعلى حفظ الفنان ومذاكرته بهذه الطريقة، ولا يوجد فنان بالوطن العربي لا يحب أن يغني أمام هذا الجمهور وأنا أولهم.

وعندما غنيت لأول مرة في مصر فوجئت بكم الحب الذي استقبلوني به، فكان الجمهور يأتي من كل المحافظات، ولم أكن لدي وقتها معرفة جيدة بالأماكن في مصر، وأنهم يقطعون مسافات طويلة لرؤيتين ويوجد بيني وبين الجمهور المصري “كيميا” رهيبة، ودائماً ما تعبر تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الحب الكبير، وأي أغنية من أعمالي تشاهد من قبل الملايين منهم، والدليل على هذا الحب أن  جمهور “السوشيال ميديا” مختلف عن الجمهور الذي يحضر حفلاتي.

وأنا متحيزة للمصريين جداً لأننا تربينا على لهجتهم، وكثير من الناس يعتقدون أنني مصرية، وفى الأردن سهل لأننا نتكلم باللهجه البيضا وهي مفهومه بالنسبة لكثير من البلدان، وسعيدة جداً أنني أردنية من هذا البلد الهاشمي العظيم، واستطعت أن أصل إلي قلوب المصريين، ودائماً تولد على أرض الأردن الأشياء الجميلة.

غنيتي في مهرجان جرش مع الفنان محمد منير، حدثينا عن هذه التجربة؟

لم نغن سوياً على مسرح واحد، ولكن كان الحفل في نفس اليوم، على مسرحين مختلفين، وكنت فخورة أن يتم الإعلان عن حفلي الافتتاح أو الختام الذي يغني فيه الفنان محمد منير ونداء شرارة، وصادف أيضاً أن أغني مرة ثانية في افتتاح المهرجان العام الماضي بينما كان يغني على مسرح آخر وأتمني أن نغني المرة الثالثة معاً.

ماهو سر تكرار غناءك لعمرو دياب في مناسبات مختلفة ؟

أحب الفنان عمرو دياب جداً، وهو يعيش معنا في البيت دائماً، بأغانية التي نسمعها، ليس في بيتنا فقط ولكن في الحي كله، لأنه فنان متجدد ومستمر، وكل أغانيه قريبه إلى قلبى وأُذُني، وكنت موجودة في مصر وقت صدور الألبوم الذي غني فيه أغنية “برج الحوت”، ورأيت ردود أفعال الجمهور التي أظهرت مدي حبهم له، وهو يعتبر حالة.

قدمت العديد من الاغاني الوطنية، ماهو سر حبك لها ؟

قدمت بالفعل الكثير من الأغاني الوطنية و”الأوبريتات” في الأردن،  والعام الماضي قدمت “مغناة على العهد” كلمات الشاعر صفوان قديسات، وألحان الموسيقار طلال أبى الراغب، وقدمت أمام جلالة الملك عبد الله الثانى، وإذا عشت عمرين لن يكون في حياتي شىء أفضل من هذا الحدث العظيم بالنسبة لي، وقدمت قبلها أغنية “أنا أردنية”، وأغان أخري باللهجه البيضا مثل “ابن النشامه”، وأغنية “شروط”، وأغنيتين لفلسطين أيضاً.

ماهي اللهجة العربية التي واجهتي صعوبة في غناء كلماتها؟

لا توجد لهجة صعبة لدي، وأفكر أيضاً أن أغني باللهجة المغربية، والكلام المغربي ربما يكون صعباً، لكن بالنسبة للغناء فأعتقد أن كل فنان لديه أُذُن موسيقية سيستطيع أن يقدم أغاني بكل بجميع اللهجات.

وما الأغنية التي ندمتي على غناءها؟ حتى لو كانت لمطرب آخر؟

لا توجد، لأنني صادقة جداً مع نفسى فى الغناء، ولا أغني ما لا أحبه، ولكن الشىء الوحيد الذي أتخوف منه قليلاً هو أغنية لم تطرح بعد، موجودة ضمن ألبومي القادم، وأخشي ألا تنال ما تستحقه من إعجاب الجمهور او تُظلم، لأنها أغنية جميلة جداً، وفيها قصة ولابد أن تستمع إليها حتي نهايتها، ومن المحتمل أن يتم طرحها كأغنية “سنجل”، ومن المقرر أن أسافر إلي بيروت لتسجيل الأغاني الباقية.

المطربة المحجبة.. هل يضايقك هذا الوصف؟ 

بالعكس أنا فخورة جداً به، فالصوت والموهبة الحقيقية مهمة يمكن أن تصل للناس أكثر مهما كانت الحواجز أو العقبات، ورغم أنه يوجد منهم من يعارض فكرة الحجاب ولكن تجد ان صوتي دخل إلى قلوبهم، وأتشرف عندما يصفني أي شخص بالمطربة المحجبة، لأنه شىء في ومني قبل الفن.

وهل عطل الحجاب مسيرتك الفنية أم أفادها ؟ 

إطلاقاً، وكان بعض الناس في بداية دخولي إلي الفن يطلبون مني أن أخلع الحجاب ولكن بعد ذلك أصبح الجميع يقولون لي لا تخلعيه ابداً لاننا نحبك بهذا الشكل كما أنتِ، ولم أفكر أبداً في حياتي أن أخلع الحجاب لأنه ليس في مقارنة مع أي شيء آخر، وليس من المنطقي أن أضع  صوتي في مقابل حجابي، لأن الله أعطاني واحد منهما ووهبني الثاني، فلا أقدر على أن أستغنِ عن صوتي، ولا أتخلي عن حجابي لأنه رزقي والشىء الذي أصل به إلى الناس إذا أعجبهم فهو أمر رائع وإذا لم يعجبهم فليس بيدي شىء، لانني لا أستطيع تغيير جلدي.

وأعترض على فكرة أن المظهر أصبح يغلب على كل شىء، لأنه طالما يوجد من ينجح بموهبته واجتهاده، فهذا مثال لغيرهم، خاصة أننا في النهاية لن نحصل سوي على ما كتبه الله لنا، وكرمني الله بالحجاب والرضا، ولست طماعه لأنني أحب الاجتهاد ولدي يقين أنه الشىء الذي يساعد الإنسان على الوصول لأحلامه.

هل تفكر نِداء شرارة في خوض تجربة التمثيل ؟

بالفعل عُرض على عدد من الأعمال الفنية، لكنني حتي الآن لا أفكر في هذه الخطوة، خاصة أنني لم أجرب نفسي في التمثيل، رغم أن كثير من الناس يقولون لي “إنتي دمك خفيف وممكن تمثلى كويس”، ولكنها تظل مخاطرة وضغط، خاصة إذا وقفت أمام ممثل محترف سيكون لدي رهبة يجب أن أكون متمكنة من قدراتي، لذا لن أقوم بهذه الخطوة إلا عندما أتدرب جيداً، وأتعلم أشياء تؤهلني للوقوف أمام الكاميرات.. وربما مستقبلاً اتمكن من القيام بذلك لانني لست ضد الفكرة تماماً.

ما هى علاقتك بالمطربة شيرين حاليا؟ 

لا يوجد تواصل منذ انتهاء البرنامج  دون سبب فقط لأننا انشغلنا في حياتنا، ولكن بعض الناس ضخمت الأمر بيننا، وربما ضايقني فقط تصريحها في أحد البرامج عندما قالت “أنا مدعيتهاش” بخصوص حفلها في لبنان، وهو ما جعلني أرد بعدها، حيث أنني عندما سُئلت في أحد البرامج على الهواء عن موضوع الحفلة، الذي كان لديهم به علم مسبق اضطررت أن أرد حرجا، ً وقلت أنها وعدتني أن أغني معها ولكنها ربما نسيت، ولست غاضبه منها أبداً، ولكن تصريحي تناقلته كل المواقع والصحف، وهذا الاهتمام سببه شيرين عبد الوهاب وليس نداء شرارة، ثم بعدها في أحد البرامج صرحت بأنها لم تعدني بشىء وقالت “هي إفتكرت كده”،  فرددت وقلت أنني بالفعل في تصريحاتي أقول أنك نسيتي وجل من لا يسهو.

و أنا لست شخصاً يجري وراء الشهرة ولا أطمع في شىء، وأحب الفنانة شيرين جداً وهي مطربة كبيرة أتمني أن أصل ولو إلي قدر قليل مما وصلت إليه، خاصة أنها علامة من علامات الفن المصري، كما أنها أطيب قلب فى الدنيا، وهي مرت بظروف كثيرة الفترة الماضية، وأتمني ان يأخذالله بيديها إلى بر الأمان النفسي الذي تحتاجه لأنها جميلة وصوت عظيم، وفنانة استطاعت في سن صغير أن تخلق حالة لم توجد منذ أيام المطربين القدام، وخامه تسمعها فى كل مكان وكل طبقة وتصل لكل شخص فى المجتمع.

ورسالتي لها فقط كانت “انا بس كنت طمعانه أشوفك” لأنني أحبها، وأتمني فعلا أن أراها، وعندما يحدث معها أي مشكلة أسأل عنها المقربين منها للإطمئنان عليها، وهي ساندتني جدا في البرنامج،  وكانت تشعر بي، لأنها طيبة القلب، وتعلمت من هذا الأمر أنك عندما تكون في مكانه كبيرة طبيعي أن تنسي، وأنا لم أصل لمكانتها وأنسي أشياء كثيرة، لذا فقد عذرتها.

وهل استمعت لألبوم أنغام وآصالة الخليجي الجديدين ؟ وما رأيك فيهما؟

لم استمع للألبومين بالكامل، والمطربة أنغام هى “حتة من قلبى”، وأحبها جدا، وأيضا فضل شاكر وكاظم الساهر ، وأعتبر أنغام حالة خاصة مثل عنوان ألبومها، واتابعها وأحبها جداً وهي أيضا تحبنى، واحتاج أن اسمع الألبوم أكثر من مرة لاكون رأيان ولكنني أحببت أغنية “غريب” مبدأياً، وأي شىء تغنية “بيطلع عسل”.

أما بالنسبة إلي آصالة فأنا أحبها جدا وتعجبني أغانيها باللهجة الخليجية، لأن ميزتها انها ترتدي اللهجة التي تغنيها، وتظن أنها لهجتها الأمن وأحببت أغنية “يامثبت” في الألبوم.

عملتى كمدرسة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، هل اخترتي هذا المجال؟ 

اخترته طبعاً، وأحبه جداً، ووالدتي ساعدتني حتي أعمل فيه لانها تعرف مدي عشقي لهذا المجال، ومنذ كنت في سن صغيرة وأنا أشعر أن هذا هو الشىء الذي ولدت لأجله، وأن الله سخرني لأعمل أشياء جميلة للناس.

ماذا تعلمتي من عملك مع ذوي الهمم؟ وكيف كانت مبادرة “نداء الأمل” التي أطلقتها؟

تعلمت الرحمة، وأنا إنسانه رحيمة وحنونة وجداً، وفي نفس الوقت شخصيتي شديدة جداً، ولا أعرف كيف أمتلك الصفتين معاً، كما تعلمت الصبر لأنهم يحتاجون الكثير منه، وأيضاً أن أعرف أنه مهما كان الإنسان مُهماً، أو يري نفسه في شأن كبير يكون متواضعاً، وأنا لست مغرورة أبداً ولكن هذه المهنة العظيمة تجبرني أن أكون جديرة بها.

ومبادرة”نداء الأمل” كانت لتسليط الضوء على المواهب الموجودة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من هم المطربين المفضلين لديِك؟

أنغام وآصالة وعمرو دياب وفضل شاكر وكاظم الساهر.

وما رأيك فى برامج اكتشاف المواهب الشابة؟ وهل ترين أنها مازالت تؤدى الغرض منها؟

بالتأكيد، ولكن أري أن مشاهدة برامج المواهب خفت في العامين الماضيين، لان الناس إتجهت بشكل أكبر إلى “السوشيال ميديا”، وانصرف كثير من الجمهور عن التليفزيون، ولكن في الفترة التي شاركت فيها في برنامج “ذا فويس” أحب الجمهور فكرة البرنامج جداً، وحتي الآن هو برنامج مهم، وأري أن هذ النوعية من البرامج  تسهل على الفنان وتجعله يصل للجمهور بشكل أسرع، ولكن كل من يشترك فيها عليه أن يعرف الاجتهاد أساس الاستمرارية، وأنها بداية لمشوار طويل وليست النهاية.

 ما هى أصعب المواقف التي مرت بها نِداء شرارة؟

مررت بمواقف صعبة كثيرة، آخرها وفاة أخي في 18 يناير من هذا العام، وهو أصعب موقف في حياتي، لأنه لا يوجد ما هو أكثر صعوبة في الحياة من الفراق، خاصة عندما يكون لشخص قريب منك كأن قطعة من قلبك وروحك أُخُذت منك.

وكيف كان دور عائلتك فى مساندتك خلال فترة بداية دخولك الفن وبعد نجاحك في البرنامج؟

عائلتي لم تتوقف أبداً عن مساندتي، ورغم أن أبي كان في البداية متخوفاً من فكرة البرنامج وعارضها، لأنه لا يوج أي فنانين في عائلتنا، ولكن عندما رأي رد فعل الجمهور وحبهم لصوتي، فرح جداً وقال لي طالما أنت متأكدة من خطوتك وقرارك، فعليك أن تحافظي على نفسك لأنه طريق صعب، ورأس ماله الكلمة الحلوة عنك، وأن أجعل الناس يتكلمون عني دائماً بالخير، وهذا ما أحاول أن أقوم به بالفعل ومستحيل أن تجد من يتكلم عني بشكل سىء، ورزقي في الدنيا هو السمعة الطيبة، لأن الإنسان يعيش ويموت، ولا يبقي سوي الكلام الطيب عنه.

بماذا تحلم نِداء شرارة؟ وهل أنت شخصية متفائلة؟

أنا متفائلة جداً ولولا التفاؤل ما كنت أصبحت ما أنا عليه الآن، ولدي دائماً يقين أن “ربنا كبير”، وحلمي ممكن أن احققه قريباً أو بعد حين، ولكنني اجتهد فيه، وهو أن أكون المطربة الأديبة، لأنني أحب الكتابة أيضاً وأكتب قصص وروايات وخواطر، وهي خدمتني كثيراً في مجال الفن، وأتمني أن أنشر كتاباً في يوم من الأيام.

ما رأيك فى مواقع التواصل الاجتماعى؟ وهل هى نعمة أم نقمة؟

هي سلاح ذو حدين، ويمكن أن تكون نعمة أو نقمة على حسب طريقة استخدامها، وهي بالتأكيد تساهم في انتشار الفنان، ولكنه يجب أن يكون حريصاً في استخدامها وإبعادها عن حياته الشخصية ولا تسرق خصوصياته، خاصة أنه أصبح هناك “هوس” كبير بها في الفترة الأخيرة، وأصبحت مجال لانتشار الشائعات.

أميرة شوقي
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!