النجاح يليق بها.. إبداعات هيا عوض المتعددة تفتح لها الأبواب المغلقة

تبدأ قصص النجاح عادة بالشغف، ولكنها بالتأكيد لا تكتمل دون وجود الإرادة والإصرار، ونجمة هذا العدد من سول العربية استطاعت أن تمزج بين مجال دراستها وحبها وشغفها بالموضة، لتصنع إمبراطوريتها الخاصة من الصفر، وتصبح من أهم المؤثرين وصناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي في سنوات قليلة، كما نجحت في تأسيس علامتها التجارية الخاصة.

تصوير: السن لحود، فستان من نادين أبو عابد وحقيبة من سخمت

نشأت المؤثرة ومصممة الجرافيك الأردنية هيا عوض في عائلة تقدر الفن وتشجعه، وترى أن أساس الإبداع هو البيت والتربية، وتقول في مقابلتها مع سول العربية:” منحتني عائلتي حرية الفكر والتعبير، ولا توجد كلمة لا في قاموسنا، حيث كانوا دائماً يشجعون أي أفكار جديدة أو خلاقة لدي، وهذا ما أثر على اختياراتي في الحياة، سواء في مجال دراستي أو في المعارض الفنية التي أقمتها، فلم أجد منهم سوى التشجيع، وهذه الأجواء المنفتحة التي تحمل تقدير للفن بكل أشكاله، أثرت على وجعلتني أتبع نفس الشيء مع ابنتي الآن، حيث أمنحها الحرية لتعبر عن نفسها، واشجعها على أن تكون مبدعة، لأنني أعلم أن هذا الأمر سيخلق في النهاية شيئاً جميلاً لديها”.

Shot by Elsen Lahoud, Styled by Jony Matta. Powered by Reach Immigration

تحب هيا عوض أنواع مختلفة من الفنون منها العزف على الأورج والبيانو والرسم والغناء، كما اكتسبت الخبرة في أكثر من مجال، بالإضافة إلى دراستها للدراما وحصولها على ماجيستير في التسويق، ولكنها تعترف أن الشيء الذي عبر عن هويتها الحقيقية هو تصميم الجرافيك، وتقول:” أنا في الأصل مديرة إبداعية، وأقوم بالتصميم دائماً لأنه شغفي الأساسي، وأشعر أن الموضة تعيدني للجرافيك لأنه المجال الذي أحبه ودرسته في الجامعة وعملت فيه لأكثر من 12 عاماً، ولازلت أقوم بعمل البراندينج واللوجو وكل ما هو متعلق بهذا التخصص، لأنه يجمع كل شيء في آن واحد من تصميم وألوان ورسم وموسيقى، والآن أصبح فيه آنيميشن أيضاً”.

منذ صغرها، جذبت الإعلانات انتباه هيا بشكل كبير وتعلقت بها إلى حد الهوس، وحتى قبل أن تظهر وسائل التواصل الاجتماعي كانت تحتفظ دائماً بكل الإصدارات الأخيرة من المجلات، وتقتطع منهم ما تحبه لاستخدامه في فنون الكولاج، بينما كانت تتسائل دائماً عن طريقة تصوير الإعلانات التي انبهرت بها، لتعرف فيما بعد عند نضوجها أنها تتم عن طريق تصميم الجرافيك، وتقول هيا عوض :” الجرافيك ساعدني على تطوير مهارتي بالموضة وتأسيس خط الأزياء الخاص بي، فاستطعت أن أصنع تصاميمي بيدي وكل شيء يتعلق بالعلامة التجارية واللوجو وهويتي، بالإضافة إلى التسويق لنفسي، وأعتقد أن هذا هو المستقبل لأن العالم كله الآن أصبح ديجيتال والجرافيك هي اللغة أو الأداة الخاصة بالديجيتال لايف”.

بدأت هيا عوض في تأسيس علامتها التجارية “fashionattak”  في عام 2012 مع بداية ظهور الإنستجرام، وأرادت أن تنفرد بتقديم منتج مميز، فكانت أول شخص يقوم بتصنيع القمصان المطبوعة التي تدمج بين الحديث والتقليدي أو التراثي، وأيضاً العباءات المطبوعة التي يتم ارتداءها مثل الكيمونو، كما قامت بعمل تصميمات مختلفة تعبر عن الهوية العربية ولكن بنكهة أجنبيه، وتؤكد هيا أن الإطلالات التي تظهر بها دائماً تعبر عن شخصيتها، لأنها تعشق الموضة، وترى أنها تعبر عن كل ما هو جديد ومساير للوقت الحاضر وحديث وكل المفاهيم الأخرى التي تعني التطور والتغيير، وتقول :” أنا لا أحب العادي، ولكني أفضل كل ما يمكن وصفه بأنه مبهر وجديد، كما أحب أيضاً الشيء الأنيق والراقي، ولدي ميل لكل الأشياء الغريبة والمختلفة”، بينما توضح هيا أن الموضة هي الشيء العصري والخاص والجديد والمتجدد في شخصيتها، ورغم أن موهبتها في الرسم والموضة يكملان بعضهما، إلا أن الموضة لها تأثير أكبر علي حياتها، لأنها تطير بخيالها معها إلى كل مكان.

الحب دافع كبير ومحرك لأي شغف، ولأنها تنتمي إلى مواليد برج الميزان المعروف برومانسيتهم الشديدة، فوجود حالة حب في حياة هيا عوض ينعكس عليها ويظهر بشكل واضح، فهي لا تستطيع القيام بأي شيء لا تحبه، وتوضح هيا:” أنا شخص حساس ورومانسي، أعشق حالة الحب والبدايات، واستمتع بالقيام بكل الأشياء الرومانسية، حتى مع نفسي لأكون دائماً في حالة مزاجية رائعة، وحبي للموضة هو سبب وصولي للنجاح، لأن الشغف وصدق الإنسان صادق مع نفسه وحبه لعمله يدفعه لتحقيق الكثير من أحلامه”.

منحت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة لهيا عوض لتصبح مصدر إلهام للكثيرين غيرها، حيث أدركت منذ استعدادها لأول معرض فني تقيمه، بأهمية المجلات والصحف في إشهار موهبتها وإقناع الناس بها، ولكنها فضلت أن تقوم هي بمهمة التسويق لنفسها، وعندما أصبح لديها قناتها الخاصة، عرفت كيف تستغلها للترويج لمحتواها بأفضل طريقة ممكنة، وتقول هيا: ” السوشيال ميديا هي الوسيلة التي تنقل أفكاري وفني وشغفي للناس، وبما أنني أمتلك الأداوت، وهي خبرتي في التسويق وتصميم الجرافيك وحبي للتصوير وأيضاً علامة الموضة الخاصة، فقد تعاملت بنفسي مع كل عنصر من إخراج وتصميم وبراندنج، فمن الأفضل أن يسوق الشخص لنفسه، لأن النتيجة ستكون جيدة وتعبر عنه بشكل حقيقي، وأحمد لله أنني وصلت بهذا الوقت عالمياً وليس محلياً فقط، لأعداد كبيرة وعلى كل الأصعدة، بمساعدة أصدقائي في الأردن وخارجها الذين ساهموا في وصولي للهدف الذي أريده”.

تحظى هيا عوض بمكانة خاصة لدى متابعيها، ولديها القدرة على صنع محتوى جيد وفريد من نوعه، وترى أن أي شخص يرغب في أن يكون مميزاً، عليه ألا يُقلد قصص أو هويات الآخرين بل يخلق ويبتكر شيئاً جديداً، وتضيف:” لا أحب أن أكرر نفسي، وأعتبر منصة الإنستجرام مقر عملي الذي أحترمه وأحب أن أعطيه أقوى وأفضل ما لدي، فأنا حريصة على تقديم شيء جديد وخاص في كل مرة، كما أن جودة المحتوى عالية وجميلة للعين، ودائماً ما أتلقى تعليقات بأنها تحمل رسائل إيجابية وملهمة”.

Makeup by Sarah Samman, Nails by Yolo Spa

صناعة المحتوى مهمة شاقة، ولكن في رأي هيا عوض أن صعوبتها ليست بسبب الضريبة التي يدفعها المؤثر من حياته الخاصة أو خصوصيتة، وتقول :” أعتبر المحتوي الذي أقدمه مادة احترافية، وربما يكون بالنسبة للناس مجرد صور أو فيديوهات، ولكنها بالنسبة لي أفكار ورسائل أرغب في إيصالها، وكل شيء أنشره على السوشيال ميديا أفكر فيه جيداً، فلا يوجد أي شيء عشوائي أشاركة على صفحتي الشخصية، لأني أحترم متابعيني كما أنه شيء يعبر عني أنا أيضاً”، تؤكد هيا أن السوشيال ميديا فتحت لكل إنسان موهوب الأبواب كلها لتجربة نفسه ومعرفة أين يستطيع أن يكون ناجحاً أو قوياً أو لديه أي شيء يضيفة أو رسالة حقيقية للمجتمع.

أما بالنسبة لإختراق الخصوصية الذي يتعرض له أي مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، فتؤكد هيا عوض :” هي مائة بالمائة لعبة لابد أن نقبل قواعدها، فاختراق الخصوصية يحدث في كل مكان، ومن السهل أن يقوم أي شخص بإلتقاط صور لي في السيارة أو الشارع أو المطعم، بالإضافة إلى التعرض للشائعات التي ما أسهلها عندما تتعلق بشخصية عامة، لأن الناس دائماً تبحث عن المواضيع التي تبدأ كفكرة ثم تصبح خبراً يتطور ويكبر دون أن يكون له أي أساس من الصحة، لذا لابد أن أقبل هذا الأمر لأنه جزء من اللعبة، وأنا لدي دراية بذلك لأن الشخصية العامة معرضة لأي شيء”.

الموهبة، الذكاء، الاجتهاد، الشغف، الطموح وربما الحظ، كلها عوامل تساهم في النجاح وتختلف من شخص لآخر، أما وصفة النجاح الخاصة ب هيا عوض  فهي الإصرار، حيث تؤكد أنها شخص يصر على النجاح، كما أنها لديها القدرة دائماً على رؤية النتائج النهائية والعمل بناءً عليها، بالإضافة إلى النفس الطويل والمثابرة، وتحرص هيا على توجيه رسالتها إلى كل السيدات سواء من خلال حساباتها على السوشيال ميديا، أو من خلال علامتها التجارية، حيث تقول هيا عوض:” المرأة مخلوق قوي، يتمتع بقدرة غير عادية على التحمل وطاقة عطاء وإبداع كبيرة، لذا يجب أن نظل أقوياء”، بينما تضيف:” النساء عرضة لأي تنمر، خاصة في المجتمع العربي، الذي أحياناً قد يشعرها بأنها أقل أو من الصعب أن تعمل أو تصل إلى هدفها بسبب مهام الأسرة وتربية الأطفال، لذا أحب أن أسمع دائماً قصص النساء الملهمة وأتمني أن تكون قصتي ملهمة لهن أيضاً، حيث أنني صنعت إمبراطورية من لا شيء، وأشجع كل النساء لفعل نفس الشيء “.

من وجهة نظر هيا عوض، فإن أي شخص منفرد بأسلوبه في ارتداء الملابس هو رمز للموضة والأناقة، لأنه يجعل لكل قطعة قيمة ويميزها بطريقته في تنسيقها، وتؤكد أنها تحب متابعة الكثير من الأشخاص الذين تحبهم وتعتبرهم رموزاً للموضة، بسبب قدرتهم على إبداع شيء مميز وجميل في الملابس والألوان، وتقول هيا:” أحب كثيراً زهير مراد، وأعشق إيلي صعب لأنه في كل مرة يبهرنا بتصميماته الأنيقة والمختلفة التي تتمتع كلها بنفس الروح والبصمة والأسلوب والاستايل مع وجود شيء جديد، وهذا ليس سهلاً لأنه لديه القدرة على الاستمرارية في التصاميم”.

ترى هيا عوض أن الموضة لا تلبي كل احتياجات النساء، فهي تكتسح السوق لمن يعجبه ولمن لا يعجبه، وأحياناً قد تكون غير ملائمة لبعض النساء سواء المحافظات أو المنفتحات أو ذوات الاجسام الممتلئة أو النحيفات، ولكن في رأيها أن كل سيدة يجب أن تختار الملابس التي تناسبها أكثر من اهتمامها بملاحقة الموضة الجديدة، لأنها إذا لم تكن مناسبة فلن تظهر بشكل جيد وبالتالي لن تلبي الحاجة التي ترتديها من أجلها، والأفضل أن تنوع وترتدي الأفضل لها مع بعض الأشياء التي تتلائم مع الموضة، بشرط أن تتوافق مع شخصيتها وعمرها وشكل جسمها، وهنا ستعطي الصورة الصحيحة عنها.

لا تتبع هيا عوض خططاً ثابته لتحقيق أهدافها وتقول في مقابلتها مع سول العربية:” خططي المستقبلية دائماً في تقلب وتغير مستمر، وهذا ما أحبه في شخصيتي، فأنا لا أحب أن أظل في نفس النقطة حتى لو وصلت إلى القمة، بل أفضل أن أعود دائماً وأبدأ مرة ثانية من الصفر، حتى لو غيرت مهنتي بشكل كامل، لأنه ستظل لدي فرصة البدء بشغف وهدف جديدين وأسلوب حياه جديد”، بينما تضيف :” أنا شخص متطلع إلى كل ما هو جديد، وبما أن التوجه كله للديجيتال، فغالباً ستكون خطوتي القادمة في السينما، لذا فحلمي التالي سيكون متعلقاً بالتمثيل أو الإخراج أو كتابة السيناريو، خاصة أنني لدي الرؤية والخيال والأفكار”، خاضت هيا عوض تجربة التمثيل أكثر من مرة ولكن من خلال أدوار بسيطة، بينما لم تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، ولكنها تؤكد أن حضور مهرجان الجونة السينمائي ومخالطتها لصناع الأفلام من ممثلين ومخرجين، جعلها ترغب في خوض التجربة.

أميرة شوقي
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!