لم تتوقف جهود الملك عبد الله الثاني حتى الآن فما زال هدفه الأعظم هو حماية الوطن وتقديم كل جهد لتعزيز وطنه وشعبه
أكمل ملك الأردن عبد الله الثاني عامه ال 62، الذي يوافق 30 يناير، وسط عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية احتفاء بهذه المناسبة، حيث تلقى الملك التهنئة من قادة الدول والعائلة الملكية والشعب المعتز بإدارته وقيادته.
عبرت الأردن والعائلة الملكية عن حبها للملك عبد الله الثاني بطرق مختلفة، حيث نشرت الملكة رانيا، زوجة العاهل الأردني، على حسابها الشخصي على انستغرام، صورة جمعتها بزوجها الملك، وكتبت معلقة عليها: “كل يوم بجانبك هو عيد ونِعمة.. كل عام وأنت بألف خير سيدنا”، بينما نشر ولي العهد الأمير الحسين، الابن الأكبر للملك عبد الله، على حسابه بإنستغرام، مقطع فيديو هنأ فيه والده بمناسبة عيد ميلاده، وكتب: ” ماضون بعزمكم سيدي.. كل عام وأنت السند والعزوة”.
وتلقى الملك عبد الله الثاني برقيات التهنئة من قادة الدول الشقيقة، الذين قدموا أطيب التهنئات والتمنيات بالسعادة لجلالة الملك، متمنيين للشعب الأردني مزيدًا من التقدم والازدهار. كما تلقى الملك برقيات التهنئة من كبار المسؤولين المدنيين، والعسكريين، وممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية، مؤكدين فخرهم وثقتهم بقيادة الملك.
شاهدي أيضًا: هكذا احتفلت العائلة الملكية الأردنية بعيد ميلاد الملك عبد الله الثاني
من هو الملك عبد الله الثاني:
الملك عبد الله الثَّاني، هو الابن الأكبر لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وسمو الأميرة منى الحسين.
ولد عبد الله الثاني في عمّان عام 1962، وكانت مراحل حياته سجلًا زاخرًا بالثقافة والمعرفة. بدأ الملك تعليمه الابتدائي في “الكلية العلمية الإسلامية”، وانتقل بعدها إلى مدرسة “سانت إدموند” في ساري بإنجلترا، ومن ثم إلى مدرسة “إيجلبروك” وأكاديمية “ديرفيلد” في الولايات المتحدة الأميركية، حتى أكمل جلالته دراسته الثانوية هناك.
وفي عام 1980 توجه لتلقى تعليمه العسكري في أكاديمية ساندهيرست العريقة بالمملكة المتحدة وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم التحق في عام 1982 بجامعة أوكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط، والتحق الملك بدورة ضباط الدروع المتقدمة في “فورت نوكس” بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1985.
درس الملك السياسة الدولية في جامعة “جورج تاون” في عام 1989 وأنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، ضمن برنامج ماجستير شؤون الخدمة الخارجية.
أضاف الملك إلى دراسته الأكاديمية، خبرات عسكرية مختلفة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وتدرّج بعدها في درب الجندية بعد التخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وبدأ في الجيش العربي قائد لسرية في كتيبة الدبابات الملكية عام 1989، وبقي في صفوف العسكرية حتى أصبح قائد للقوات الخاصة الملكية عام 1994 برتبة عميد.
أصبح الملك عبد الله وليًا للعهد في عام 1962، بعد إصدار الإدارة الملكية السامية قرارًا بتسمية الأمير عبد الله آنذاك ولياً للعهد، فيما أصبح ملكاً للأردن بعد وفاة والده، الملك الحسين بن طلال في عام 1999، وتولى عرش المملكة الأردنية الهاشمية عام 1999، والذي يعد العهد الرابع للمملكة مستكملًا مسيرة بناء الأردن الحديث.
لم يقتصر حب الملك عبد الله الثاني واهتمامه بالتعليم على نفسه فقط، فقد كان هذا التنوع المختلف من التعليم الذي حظي به الملك، هو الدافع القوي لديه لتمكين أبناء شعبه والشعوب العربية الأخرى من الحصول على تعليم متقدم وحديث، إلى جانب قيام زوجته الملكة رانيا بإطلاق مبادرة “إدراك”، وهي منصة إلكترونية عربية مفتوحة المصادر، هدفها التعليم والتنمية. وتحرص المبادرة على بذل كافة الجهود للمساهمة في جعل العالم العربي في المقدمة في مجال التربية والتعليم، كونهما حجر الأساس لتطور وازدهار الشعوب، من خلال توفير مساقات تعليمية عالية الجودة، يقوم على تطوير محتوياتها نخبا من الخبراء والأكاديميين العرب والأجانب، بالإضافة إلى تقديم الكثير من المساقات العالمية المترجمة للغة العربية.
كرس جلالة الملك عبد الله الثاني جهده للدفاع عن الأردن وجعله بلد مستقر وسط منطقة مضطربة، وذلك بالتركيز على الاستثمار في الطاقات البشرية لشعبه، والتصدي لتهديدات الإرهاب ضمن نهج شمولي مخطط، والسعي الدائم لتعزيز الأمن والاستقرار وفرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
كان للملك أيضاً دور هام في الدفاع عن القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، كما حرص على العمل على نشر السلام والوئام بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى حول العالم، فقام بإطلاق مبادرة في عام 2004 بعنوان “رسالة عمّان”، وهي المبادرة الأولى التي يطلقها قائد مسلم للتأكيد على أن العنف والإرهاب بعيدان كل البعد عن رسالة الدين الإسلامي.
شاهدي أيضًا: ملكة الأردن رانيا العبد الله.. صوت الإنسانية والحقيقة في الدفاع عن غزة
ودعم الملك في عام 2006 مبادرة “كلمة سواء” التي تدعو إلى السلام بين المسلمين والمسيحيين. وفي عام 2010، اقترح الملك على الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، وبالفعل تبنته الجمعية ليصبح مناسبة سنوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير.
تلقى الملك عبد الله الثاني العديد من الجوائز الرفيعة تقديرًا لجهوده في نشر السلام بين الأديان، وتعزيز قيم الاعتدال، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، منها جائزة “ويستفاليا للسلام”، وجائزة “تمبلتون” في الولايات المتحدة، وجائزة مصباح القديس فرانسيس للسلام في إيطاليا، وجائزة “رجل الدولة – الباحث”، من معهد واشنطن التي يمنحها لسياسة الشرق الأدنى.
صدر للملك عبد الله الثاني كتاب “فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر”، الذي استعرض فيه مذكراته ووثق من خلاله أهم الأحداث والمحطات، كما عرض فيه الملك رؤيته لحل الصراع العربي-الإسرائيلي. وقد صدر الكتاب باللغة العربية عن دار الساقي في عام 2011، كما صدر باللغة الإنجليزية عن “فايكينج برس” في العام نفسه.
تزوج الملك عبد الله الثاني من جلالة الملكة رانيا العبد الله في عام 1993، ورزقوا بأبنائهم سمو الأمير الحسين، الذي صدرت الإدارة الملكية السامية باختياره ولياً للعهد في 2009، وسمو الأمير هاشم، وابنتي هما؛ سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.
لم تتوقف جهود الملك عبد الله الثاني حتى الآن فما زال هدفه الأعظم هو حماية الوطن وتقديم كل جهد لتعزيز وطنه وشعبه.
