ملكة الأردن رانيا العبد الله.. صوت الإنسانية والحقيقة في الدفاع عن غزة

الملكة رانيا.. ملكة الإنسانية وصوت الحقيقة الغائب

ملكة الأردن رانيا العبد الله

بعفوية وقلب رقيق تُظهر ملكة الأردن رانيا العبد الله تعاطفها مع طفل فلسطيني تم إجلاؤه من بلده لتلقي العلاج في مركز الحسين للسرطان بالعاصمة الأردنية عَمان، وبقوة وجرأة شديدين تنتقد الازدواجية الصارخة في تفاعل العالم الغربي مع الكارثة الإنسانية في غزة .. مع كل ردة فعل أو مبادرة تقوم بها، تستطيع الملكة رانيا العبد الله قرينة العاهل الأردني أن توجه أنظار العالم إلى قضية إنسانية قد صُمت الأذان عنها، في حين أنها تستثمر في كل موقف حضورها الطاغي في توجيه رسائل قوية إلى العالم تسرد القصة الحقيقية دون أي إنحياز.

لم تولد رانيا العبد الله بدماء زرقاء، ولكنها استحقت عن جدارة لقب “ملكة الإنسانية” من بين ألقاب أخرى أبرزت مكانتها في القلوب كقدوة نسائية يحتذى بها، حيث عملت لسنوات طويلة بكامل طاقاتها لدعم العمل الخيري والاجتماعي في الأردن بداية من تمكين المرأة، وحماية الأطفال، وحتى الدفاع عن حقوق اللاجئين واحتياجاتهم حول العالم، كما امتدت مساعيها أيضاً إلى خارج الحدود الإقليمية لنشر التسامح وبناء الجسور بين الشعوب من مختلف الثقافات، حتى استطاعت جهودها أن تُغير الكثير من الصور النمطية في الغرب تجاه العرب والمسلمين.

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Queen Rania Al Abdullah (@queenrania)

الملكة رانيا تنتقد دور الإعلام:

ومنذ بداية الحرب على غزة، لم تكتف الملكة رانيا في الإعلان عن موقفها بالإشارة إلى البُعد الإنساني للمأساة الفلسطينية المستمرة منذ عقود، ولكنها انتقدت بجرأة أيضاً دور الإعلام في تغطية الصراع الجاري، حيث أشارت في مقابلة عبر “سي إن إن” الأمريكية إلى المعايير المزدوجة التي تظهر عندما يطالب المحاورون في الغرب من يمثلون الجانب الفلسطيني بإصدار إدانات فورية واصفة الأمر بأنه “استجواب لإنسانيتهم ولتقديم أوراق اعتمادهم الأخلاقية”، بينما في المقابل لا نرى مطالبة للمسؤولين الإسرائيليين بالإدانة، وعندما يتم ذلك، يتقبل الناس بسهولة إدعاء الجانب الإسرائيلي بـ”حقنا في الدفاع عن أنفسنا”، وقالت الملكة رانيا ضمن تصريحاتها القوية : “لم أر مسؤولا غربيا قط يقول أن للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم”.

عبرت الملكة رانيا بشكل صريح عن خيبة الأمل والصدمة التي شعر بها الشعوب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، من رد الفعل العالمي على هذه الكارثة، كما أنها في نفس الوقت استطاعت برسالتها القوية أن تثير موجة كبيرة من ردود الأفعال سواء فيما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن نفسه والعيش بحرية وسلام مثل بقية الشعوب، أو التأكيد على رفض الممارسات الدامية وانتهاكات حقوق الإنسان باستهداف المدنيين الأبرياء في غزة، حيث قالت جلالتها في حديث لإحدي وسائل الإعلام الغربي: “من الواضح أن حرية التعبير هي قيمة عالمية، إلا عندما تُذكر فلسطين”، كما أشارت الملكة رانيا إلى الجانب الإنساني والمخاطر التي قد يفرضها الوضع في غزة إذا استمر استهداف المدنيين بهذا الشكل، قائلة : “أريد أن أذكر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن مثل أي أم في العالم، واضطرارهن إلى أن يواجهن ذلك لا يصدق. وبشكل متساو، أعتقد أن الناس في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، يشعرون بالصدمة والإحباط من رد فعل العالم لهذه الكارثة التي تتكشف”.

شاهدي المزيد: نجمة “لا كاسا دي بابل” إيتزيار إيتونيو تعلن تضامنها مع غزة!

في حين أنها استبدلت صورة حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأسود، حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أعربت ملكة الأردن أيضاً عن اعتراضها على الانتهاكات التي ترتكب في حق المدنيين على أيدي قوات الإحتلال بإعادة نشر مقطع فيديو قديم يعود لعام 2009 على حسابها الشخصي على “إنستجرام”، يضم كلمة ألقتها خلال المؤتمر الصحفي الطارئ الذي دعت إليه لإطلاق نداء إغاثة حول الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة في ذلك الوقت، وكتبت تعليقاً مرافقاً للفيديو جاء فيه: “في العام 2009، خلال الحرب على غزة التي استمرت لثلاثة أسابيع، بعد أربعة عشر عاماً وخمس حروب، كم هو مؤلم أن المشهد لم يتغير، لا يمكن للعالم أن يبقى صامتاً، يجب وقف هذه المأساة الإنسانية”، كما كتبت الملكة رانيا في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في غزة بحجة أنها جاءت “دفاعاً عن النفس”: “لا يمكن اعتباره دفاعا عن النفس إذا كنت قوة محتلة”.

الملكة رانيا تخفف عن مرضى السرطان:

وخلال الأيام القليلة الماضية، كان لمبادرة ملكة الأردن بتفقد الحالة الصحية والنفسية لأطفال فلسطينيين من مرضى السرطان أثراً كبيراً في النفوس، حيث نالت زيارتها إلى مركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية عَمان، والتي تم نقل الأطفال إليها بعد توقف المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في قطاع غزة عن العمل بسبب الحرب الدامية على القطاع، ردود أفعال قوية ومؤثرة . حاولت الملكة أن تخفف عن الأطفال من خلال مشاركتهم اللهو بألعاب تعليمية، كما اطمأنت من الأطباء عن العناية التي يتلقونها في المركز، بينما نشرت على حسابها صورا من الزيارة علقت عليها قائلة: “أطفال غــزة المصابون بالسرطان فقدوا حقهم في العلاج وعاشوا صراعين مع المرض والحرب”.

الملكة رانيا تداعب طفل من غزة يتلقى العلاج في مركز الحسين للسرطان

تُمثل الملكة رانيا العبد الله صوتًا قويًا وملهمًا في القضايا الإنسانية والاجتماعية، وتلقت بالفعل العديد من الجوائز محلياً وإقليمياً وعالمياً، والتي كللت جهودها الإنسانية من أجل السلام ودعم حقوق الأطفال والنساء واللائجين، مثل جائزة “جيمس سي. مورغان” الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية، وجائزة والتر راثيناو لجهودها من أجل السلام وتشجيع الحوار والتفاهم بين الحضارات، كما حصلت على لقب “المرأة الأكثر تأثيرًا في العالم”، من قبل معهد أمريكي معني برصد نشاط السياسيين على موقع “تويتر”، ولكن تظل شخصيتها القوية والمحبوبة على الصعيدين الوطني والدولي هي السبب الحقيقي في جعلها قدوة حقيقية ليس فقط للعديد من النساء في العالم العربي ولكن أيضاً للملكات اللاتي يقع على عاتقهن مسئولية كبيرة في قيادة ودعم المبادرات الدولية التي تعني بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، حيث نجحت ملكة الأردن في ترك تأثير إيجابي كبير على حياة الكثيرين وتغيير النظرة العامة للعالم العربي وتعزيز قيم العطاء والتسامح والتعاون.

Amira Shawky
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!