بعد 25 عامًا من تتويجه:”ما رأيت نفسي يومًا إلا خادمًا للوطن وواحدًا منكم”
أطلقت الأردن، اليوم في 7 فبراير، شعار اليوبيل الفضي، احتفالاً بذكرى تتويج الملك عبد الله الثاني بن الحسين على العرش، حيث أكمل عامه ال25 في الحكم.
وبمناسبة اليوبيل الفضي، ألقى الملك عبد الله الثاني رسالة مؤثرة في مقطع فيديو نُشِرَ على الصفحة الرسمية للديوان الملكي الهاشمي على إنستغرام، موجهًا خطابه لشعب الأردن اعتزازًا بهم، ومؤكدًا على وفائه بوعده لوالده الراحل الملك الحسين بحفظ الأمانة والمسؤولية، وخدمة شعب الأردن الكريم، وحماية الوطن، وأن تأتي الأردن أولًا وقبل كل شيء.
شاهدي أيضًا: 25 عامًا من الإنجازات: الأردن يُكرم مسيرة الملك باليوبيل الفضي
“بسم الله الرحمن الرحيم، أهلي وعزوتي أبناء الأردن العظيم..
قبل 25 عامًا، ودّعنا قائدًا عظيمًا بنى الأردن بكل حكمة، وأرسى مسيرته في مراحل صعبة. كان همه أن يبقى الأردن عزيزًا قويًا بمؤسساته وبكل أبنائه وبناته فكان له بارًا. رحم الله والدي الحسين الذي رحل عنا مرتاح الضمير، نستذكره دومًا بكل اعتزازٍ قائدًا وإنسانًا وأخًا وأبًا لكل الأردنيين. وبالنسبة لي أنا، أخوكم عبد الله بن الحسين، ما تزال وصايا والدي وكلماته عندما حمّلني أمانة المسؤولية في ضميري ووجداني ترشدني في خدمة الأردن، وكنت طيلة هذه السنوات أبتغي رضا الله عزّ وجل، وأن يكون الحسين راضيًا عني. فقد عاهدته أن أخدم هذا الشعب الكريم، وأن أحمي هذا الوطن العزيز بشرفٍ وأمانة. وما رأيت نفسي يومًا إلا خادمًا للوطن وواحدًا منكم. فرحنا معًا بالإنجاز، وكنا جسدًا واحدًا في أصعب الظروف. إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي! تعلّمنا من الحسين ومن الأجيال التي آمنت بهذا الحمى، وأخلصت له أن للأردن مكانته ودوره واحترامه في العالم.
وعلى العهد سرنا معكم، ليبقى الأردن في المقدمة دومًا صوتًا للحق مهما كان ثمنه، وسندًا آمنًا لأشقائه وأمته يقدم فوق طاقاته دون منةٍ، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله. ولكي يبقى الأردن قويًا، وأن نحمي مصالحنا الوطنية، ونصون منجزاتنا التي بنيناها، سنبقى معًا على عهدنا بعزمنا وإصرارنا ووحدتنا، نتطلع دومًا للمزيد من المَنعة والازدهار ومصلحة شعبنا ووطننا قبل أي شيء وفوق كل شيء.
وسنبقى مع أشقائنا في فلسطين، نبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان، وإنهاء الاحتلال ونعمل بوضوحٍ وتصميم، ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني. وعلى العهد سنبقى معهم سندًا قويًا وعونًا آمنًا. على العهد واصلنا معًا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين، وعلى العهد مضينا على إرث الحسين وأجيال البناة والمؤسسين.
شاهدي أيضًا: في عيد ميلاد ملك الأردن.. لمحة عن مسيرة التطوير والإنجازات
وعلى العهد نمضي بعون الله بمسؤوليةٍ لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل، نحو هدفٍ وطنيٍ نسير فيه بثقةٍ وتصميم، للتحديث في مساراته الثلاثة: السياسية، والاقتصادية، والإدارية. وكما علمني الحسين فلا مسعى عندي إلا رضا الله، وراحة الضمير، ورفعة شأن كل الأردنيين والأردنيات، وأن تبقى راية الوطن مرفوعةً عالية يحميها نشامة الجيش العربي والأجهزة الأمنية بقلوبهم وأرواحهم. ويحملها الأردنيون بصادق عهدهم وعظيم إنجازهم ليبقى الأردن أولاً دائمًا وأبدًا.
وعلى عهد الآباء، ونهج بيتنا الهاشمي، يسير ولدي الحسين ابنًا وفيًا وأخًا مخلصًا لأهله، ملتزمًا بحب الوطن والانتماء إليه، وحريصًا على خدمة أردننا الغالي.
فيا أبناء الأردن وبناته، يا وجوه الخير، أسلِّم على كل واحدٍ منكم، ونحن نستذكر بمناسبة اليوبيل ربع قرنٍ مضى من الإنجاز الذي تَحَقَّق بفضل جهودكم، وهو لكل واحد منكم. وبإذن الله نواصل معكم حمل الأمانة، فأنتم أهل العزم، ومن أرض العزم، ومنكم تأتي العزائم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
View this post on Instagram
كان الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد تولى عرش المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1999، ليحمل الراية ويواصل مسيرة البناء بعد وفاة والده الراحل الملك حسين، ليكمل اليوم 25 عامًا.
وُلِدَ عبد الله الثاني في عام 1962، وشهد منذ نعومة أظفاره تاريخ الأردن يتشكل تحت قيادة والده الراحل الملك الحسين. ترعرع الملك عبد الله الثاني على مبادئ الإخلاص والعزيمة، وتلقّى تعليمه العسكري في أكاديمية ساندهيرست العريقة بالمملكة المتحدة، ثم التحق في 1982 بجامعة أوكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط، والتحق جلالته بدورة ضبّاط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1985، إلى أن تسلم ولاية العهد في عام 1999.
