يوم “وايتانغي” في نيوزيلندا

أغرب طريقة للاحتفال باليوم الوطني في نيوزيلندا

أغرب طريقة للاحتفال باليوم الوطني في نيوزيلندا
يعد يوم وايتانغي عطلة رسمية في البلاد، حيث تُغلق المدارس ومعظم الشركات

تحتفل نيوزيلندا، اليوم، السادس من فبراير، باليوم الوطني لها والذي يطلق عليه “وايتانغي” ويمثل رمز للتواصل والتفاهم بين الثقافات الماورية وغيرها من الثقافات الأخرى. في هذا المقال، نستعرض أهمية هذا اليوم الشعب النيوزيلندي وكيف تختلف مظاهر الاحتفال به عن أي دولة أخرى تحتفي باليوم الوطني لها.

شاهدي أيضًا: تجربة ساحرة بانتظارك: اكتشف أجمل مدن سريلانكا السياحية

أصل الاحتفال:

أغرب طريقة للاحتفال باليوم الوطني في نيوزيلندا
تم الاحتفال بهذا اليوم رسميًا لأول مرة في عام 1934

يوم “وايتانغي“، هو اليوم الذي شهد توقيع معاهدة وايتانغي Waitangi في عام 1840 بين الماوري والمستوطنين الأوروبيين، حيث وقع ممثلو التاج البريطاني وأكثر من 500 من زعماء الماوري على الوثيقة التأسيسية لنيوزيلندا. وهو يوم لتحفيز الحوار والتعايش بين الثقافات المختلفة في نيوزيلندا.

يعد يوم وايتانغي عطلة رسمية في البلاد، حيث تُغلق المدارس ومعظم الشركات. وتم الاحتفال بهذا اليوم رسميًا لأول مرة في عام 1934، وأصبح يوم عطلة منذ عام 1974، ممثلًا اليوم الوطني لنيوزيلندا.

احتفالات أم تظاهرات؟

يقام الاحتفال في بلدة وايتانغي في نيوزيلندا، وسط مجموعة من الفعاليات التاريخية تتضمن الاحتفال بالثقافة الماورية وتاريخ نيوزيلندا. وتنظَم المسيرات والفعاليات الثقافية في جميع أنحاء البلاد، حيث يشارك الناس من مختلف الأعمار للاحتفال وتعزيز الروابط بينهم.

مراسم الاحتفال المبهجة

تبدأ الاحتفالات في الفجر قبل شروق الشمس، وسط تواجد آلاف الأشخاص لحضور قداس الفجر التقليدي في أراضي وايتانغي. يستمع الحاضرون إلى خطب قساوسة الكنيسة، وقراءات الكتاب المقدس من السياسيين بينما يغنون الترانيم.

وتضم الاحتفالات الرسمية ليوم وايتانغي العروض الثقافية الماورية، وخطب لكبار الشخصيات الماورية، والأوروبيين، والتحية البحرية، واستعراضات من البحرية الملكية النيوزيلندية، والمجموعات الثقافية المحلية. كما يمتلئ اليوم بالاحتفالات، والموسيقى، والرياضة، والمرح.

أغرب طريقة للاحتفال باليوم الوطني في نيوزيلندا
تضم الاحتفالات الرسمية ليوم وايتانغي العروض الثقافية الماورية

الأمر لا ينتهي عند مراسم البهجة

الاحتفال باليوم الوطني في بلاد تتنوع بها الثقافات مثل نيوزيلندا يجب أن يكون مختلفًا، فلا يخلو الاحتفال كل عام من بعض النقاشات والتوترات المرتبطة باليوم. لذا، يُعد يوم وايتانغي وقتاً مناسباً لمناقشة بعض القضايا علناً مثل الهوية الوطنية والتعددية الثقافية. ولطالما كانت الاحتجاجات جزءًا من احتفالات هذا اليوم،إلى درجة أنه في عام 1995 تم إلغاء الأحداث الرسمية بسبب الغضب الناجم من سياسات الحكومة.

وعلى نفس النهج سار اليوم، الثلاثاء، ما يقرب من 600 متظاهر إلى مكان التوقيع على الوثيقة التأسيسية لنيوزيلندا في بلدة وايتانغي بعد المزيد من الاحتفالات الرسمية بما في ذلك قداس الفجر، وتنافست الفعاليات الرسمية مع الاحتجاجات ضد السياسات الحكومية المقترحة التي تُهدد حقوق السكان الأصليين.

وحمل المتظاهرون لافتات تطالب باحترام معاهدة وايتانغي، وكان عدد من الناس يلوحون بعلم الماوري الوطني أو علم القبائل المتحدة. وكان هذا التجمع هو الأكبر من نوعه منذ 30 عامًا على الأقل.

شاهدي أيضًا: أكثر من مجرد صحراء – اكتشف كنوز الطبيعة والسياحة في السعودية

أغرب طريقة للاحتفال باليوم الوطني في نيوزيلندا
حمل المتظاهرون لافتات تطالب باحترام معاهدة وايتانغي

أهمية موقع وايتانغي:

تعد أراضي معاهدة وايتانغي موطنًا لرمزين وطنيين:

1. “Te Whare Runanga”: بيت اجتماعات لشعب الماوري، يحيي ذكرى التوقيع الأولى لمعاهدة وايتانغي. أنتجت المنحوتات الموجودة داخل البيت من قبل قبيلة “نجابوهي” المحلية، لكن المبنى نفسه يمثل جميع قبائل الماوري.

2. “Ngatokimatawhaorua: أحد أكبر قوارب الماوري “واكا” زورق الحرب. التي تستوعب طاقما يصل إلى 80 راكبًا و55 راكبًا. في يوم وايتانغي يتم استدعاء المجدفين إلى الشاطئ، لترفيه الآلاف من المتفرجين.

استكمال الاحتفالات

عل الرغم من التظاهرات، تستمر الاحتفالات باقي اليوم وتبدأ عروض الهاكا المثيرة التي تعبر عن رقصة الحرب الماوري التقليدية، وهي عرض يعبر عن الفخر الثقافي. كما يصنع الشعب النيوزيلندي الأطعمة الثقافية الفريدة، حيث الطعام المطبوخ على الأرض بطريقة ماوري هانجي التقليدية، إلى جانب سباقات واكا المفعمة بالحيوية، التي تجدف بزوارق الماوري التقليدية في مسابقات مثيرة، لإظهار مهاراتهم.

تُستكمل الفعاليات الثقافية بإقامة بعض ورش العمل لتعلم الحرف التقليدية، مثل النسيج أو النحت على يد الحرفيين المهرة. وتستمتع العائلات بالنزهات والأنشطة الجذابة المصممة للترفيه وتثقيف الزوار.

في يوم “وايتانغي“، يتجاوز الشعب النيوزيلندي الحدود الثقافية كما يُظهر التنوع الثقافي التي تميز هذا البلد الجميل.

سارة الرفاعي
+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!