استطاعت منصة “شاهد” التابعة لمجموعة قنوات “أم بي سي” أن تدخل البيوت العربية، والأدهى في الأمر أنها تمكنت من أن تنافس منصة “نت فيلكس” محليًا، فعلى الرغم من إعلان نت فيلكس دخول السوق العربي إلا أن شاهد لم تقف مكتوفة الأيدي، بل قررت أن تقتحم عالم الإنتاجات الخاصة من خلال مجوعة كبيرة من المسلسلات المصرية، والخليجية، والسورية، واللبنانية، لتتمكن من السيطرة على سوق الإنتاج المحلي للمنصات الرقمية مجتازة كل من “نت فيلكس” و “في أي يو” “وأي فيلكس” التي لم تدم طويلا في السوق العربي.
في البداية دعونا نلقي نظرة على صناعة المحتوى في منصة شاهد، فالمنصة اعتادت إطلاق مجموعة من المسلسلات شهريًا، وفي بعض الأحيان أسبوعيًا، وكسرت المنصة العربية الأوسع قاعدة أعمال الإثارة والتشويق، والرعب التي اعتمدت عليها المنصات المختلفة، حيث اعتبرت جميع إنتاجات نت فيلكس العربية “رعب”، ولكن شاهد تمكنت من صناعة المحتوى الذي يفضله المشاهد العربي، من مسلسلات اجتماعية، وكوميدية، وجريمة، وإثارة وتشويق، لترضي ذوق الجمهور من المحيط إلى الخليج.
التحول من منصة عرض للإنتاج الرقمي
نقطة الانطلاق
كانت البداية عندما قررت أن تحول منصة “شاهد” التي كانت فقط هي منفذ عرض أعمال قنوات “أم بي سي” بدلا من “اليوتيوب” أن تدخل عالم الإنتاج الرقمي، وكان الأمر مهيأ فالشبكة تتبع لمجموعة قنوات تمتلك شركة إنتاج خاصة، بجانب قدرتها على التعامل مع المنتجين في الوطن العربي بالكامل ليتمكنوا من صناعة محتوى تقوم المنصة بعرضه.
النجاح في صناعة أعمال عربية جيدة
الإنتاجات العربية
المسلسل السعودي “خويص” الذي يعرض على شاهد
وخلال فترة قصيرة تمكنت “شاهد” من صناعة محتوى عربي خالص، بل ويُعد اكثر جودة وحرفية، ولم يقتصر الأمر على مسلسلات خليجية فقط، بل شاهدنا مسلسلات مصرية وفي مقدمتهم “مملكة إبليس”، و”في كل أسبوع يوم جمعة”، والحرامي، ومن الدراما الخليجية “خريص”، والعديد من المسلسلات اللبنانية والسورية والعربية بشكل عام مثل عهد الدم، والشك، لوك داون، ومن خلال تلك المجموعة المتنوعة من الأعمال تمكنت شاهد من إرضاء أذواق الجمهور العربي بكافة أذواقه وانتماءاته وثقافته، مع التحضير لمشاريع جديدة مستقبلا، تساهم في ترسيخ المنصة كأقوى منصة في الشرق الأوسط.
جذب جمهور عربي من المحيط إلى الخليج
الثقافة العربية
أمينة خليل في لقطة من مسلسل “لية لا” الذي عرض على شاهد
على الرغم حذو شاهد حذو المنصات العالمية من قدرتها على صناعة محتوى، وشراء محتوى للعرض الحصري على المنصة، إلا أن هناك نقطة نجحت فيها “شاهد” وفشلت فيها أغلب المنصات المتواجدة في السوق العربي ، وهي قدرة شاهد على صناعة محتوى يناسب الذوق والثقافة العربية، فدون الدخول في تفاصيل أعمال منصات أخرى، إلا أن الهجوم الذي كان يوجه لتلك المنصات هي صناعتها لمحتوى لا ينتمي للثقافة العربية، بل كانت العلاقات بين الأشخاص مدسوسة على العالم العربي، بعكس “شاهد” والتي تمكنت من صناعة محتوى ينتمي للثقافة العربية، من حيث بناء للشخصيات، وطبيعة العلاقات بين الأشخاص، وحتى القصص التي تنتمي “للفانتازيا” كانت قريبة للثقافة العربية، لذلك هذا ما ميزها في هذا الشأن.
دخول مجال المسلسلات القصيرة وكسر القاعدة
تغيير شكل الدراما
مسلسل الحرامي مكون من 10 حلقات
ولكن ما يحسب لشبكة “شاهد” هي قدرتها على تغيير شكل الدراما في الوطن العربي فبعدما أعتدنا على المسلسلات المكونة من 30 أو 45 أو 60 حلقة، كسرت شاهد تلك القاعدة بمسلسلات تنتمي للمسلسلات القصيرة التي لا تتعدى العشر حلقات، وهو قالب أختفى من الدراما العربية، وكنا لا نشاهده سوى في المسلسلات الأمريكية والإسبانية، إلا أن شاهد أنجحت تلك التجربة، وغيرت من الأوقات الثابتة لعرض المسلسلات، فهناك أعمال تعرض في الإجازات الأسبوعية مثل مسلسل “جمجوم وبم بم” الذي يعرض الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وهناك مسلسلات تعرض حلقة أسبوعيًا، ومسلسلات حلقتين أسبوعين، ومسلسلات يوميًا، وهو ما ساهم في تغيير شكل الدراما من حيث توقيت العرض، وعدد الحلقات، ونوعية الأعمال بكل تأكيد التي تعرضها شاهد فهي تتنوع، بين الكوميدي، والاجتماعي، والفانتازيا، والجريمة.
الاعتماد على الإنتاجات الخاصة والعرض الحصري
أعمال ناجحة
لم تعتمد منصة شاهد على الأعمال التي تنتجها فقط، بل تمكنت من شراء حقوق العرض الرقمي الحصري لبعض الأعمال الدرامية سواء مسلسلات عربية، أو مصرية، أو لبنانية، بجانب استقدام عدد من المسلسلات التركية المحببة للجمهور العربي، ودبلجتها، وعرضها بالتزامن مع العرص في تركيا، وهو ما جذب فئة أكبر من المشتركين، بجانب العرض الحصري لبعض الأفلام، وكان أخرها فيلم “صاحب المقام” ليسرا، والذي يعرض على المنصة قبل العرض السينمائي، وهو عامل من عوامل جذب وقوة للمنصة العربية.
النجاح ينعكس على طفرة في مستخدمي المنصة
زيادة عدد المشتركين
مسلسل منة شلبي “من كل أسبوع يوم جمعة”
ربما جميع ما سبق أوصلنا إلى تلك النقطة، وهو تزايد ملحوظ في عدد المشتركين حيث قارب على المليونين مشترك، فقد كسر عدد المشتركين حاجز المليون ونصف المليون مشترك طبقًا لأخر إحصائية أعلنتها المنصة مؤخرًا، وذلك بعد أن كان عدد مشتركيها 100 ألف مشترك فقط، ويرجع السبب في ذلك من تمكن المنصة من جذب مزيد من الجمهور في الوطن العربي بعد الترويج الناجح للأعمال عرضتها المنصة في الفترة الأخيرة، لتحقق نمو وقفزة نوعية في عدد المشتركين.
القدرة على مواكبة التكنولوجيا الرقمية باشكالها
التوافر على الأجهزة
شاهد متوفرة على التطبيقات المختلفة
وكذلك استطاع تطبيق شاهد أن يحقق طفرة في تكنولوجيا المنصات العربية، بعد أن أصحب متوفر تطبيق على أنظمة الأندرويد والأي أو الأس، بجانب التواجد على السمارت تي في، وأبل تي في، مما ساهم في جذب مستخدمين أكثر، لسهولة التطبيق وتوافره على الأجهزة المختلفة، وهي عوامل تساهم في إنجاح المنصة بكل تأكيد.
الجيل الجديد له نظرة مختلفة على الدراما
المستقبل
شاهد توفر قنوات وبرامج ومسلسلات
الأجيال الجديدة أصبحت لا تتعامل مع التلفاز، بل تفضل التعامل مع الأجهزة اللوحية، والجوالات، والأجهزة التكنلوجية، لذلك أصبحت المنصات هي المستقبل للصناعة، وهو ما انتبهت له منصة شاهد، وبدأت في بناء نواه لجمهور في جميع أنحاء الوطن العربي، والذي سيجعل المنصة تحقق عشرات الملايين من الاشتراكات إن ظلت تسير على نفس النهج.
