السعودية ترفع الستار عن أول دار أوبرا بالدرعية

المشروع يحول المنطقة إلى منارة للإبداع وإحياء التراث الثقافي

المملكة العربية السعودية تبني أول دار أوبرا.. الصورة بواسطة @Snohetta Instagram

من بين العديد من المشروعات الثقافية التي تشملها رؤية السعودية 2030، تأتي دار الأوبرا الملكية بالدرعية لتؤكد التزام المملكة بالاحتفاء بثقافتها وتراثها الغني، حيث يُعتبر المشروع الذي أعلنت عن تشييده شركة الدرعية بالتعاون مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالدرعية جزءاً من المخطط الطموح لتحويل بوابة الدرعية إلى منارة للإبداع في قلب المملكة العربية السعودية، ويهدف القائمون عليه لأن تكون هذه الدار الجديدة نطاقًا ثقافيًا وسياحيًا يصدح بتراث المملكة الثريّ ورؤيتها العصرية.

من المقرر أن تقع دار الأوبرا في منطقة البوليفارد في بوابة الدرعية أحد أهم مواقع التراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية والتي تضم مركز للمؤتمرات، ومتحف للفن المعاصر، وعدد من المقاهي المفعمة بالحيوية، ومعارض فنون لتقديم عروض عالمية وأحداث ثقافية تسع حوالي 20 ألف مشاهد.

بوابة الدرعية هو مشروع بقيمة 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن يحول مدينة الدرعية التاريخية، مهد الدولة السعودية الأولى والملاذ الأصيل للعائلة المالكة، إلى منطقة سياحية عالمية، حيث يشمل المشروع ترميم موقع التراث العالمي لليونسكو في الطريف، وهو مقر السلطة الأصلي للمملكة السعودية، بالإضافة إلى إنشاء مرافق ثقافية ترفيهية تعليمية جديدة.

شاهدي أيضًا: في ظلال بيروت: قصص المعاناة والواقع المرير على أطراف العاصمة الصاخبة

رؤية المملكة 2030

يؤكد جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، أن المشروع سيحتفي بالماضي والحاضر والمستقبل السعودي، وسيعكس رؤية المملكة لمجتمعٍ أكثر تنوعًا وشمولًا، مضيفاً أن دار الأوبرا ستنشد ألحان التنويع الاقتصادي وخلق فرص العمل التي تتماشى مع خطة التحوّل الوطني السعودية 2030.

يتزامن افتتاح المرحلة الأولى من بوابة الدرعية يوم 28 نوفمبر 2023 مع اليوم الوطني للمملكة، كما سيحتضن المشروع موسم الدرعية، وهو سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعرض ثقافة المدينة وتراثها وعروضها الترفيهية المتنوعة، وتشمل بعض أبرز فعاليات موسم الدرعية حفلًا موسيقيًا، وتجربة صحراوية أصيلة، وعرضًا للخيول عربية، وبطولة العالم للفورمولا إي.

تمثل بوابة الدرعية واحدة من العديد من المبادرات التي تخطط لها رؤية 2030، والتي تعزز بها المملكة العربية السعودية قطاعها الثقافي والسياحي في رحلتها نحو الانفتاح على العالم وتنويع اقتصادها، حيث خففت المملكة مؤخرًا من قيود التأشيرات، وأطلقت مشاريع ضخمة جديدة، واستضافت فعاليات دولية رفيعة المستوى، مثل قمة مجموعة العشرين، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، ورالي داكار، وكأس السوبر الإسباني.

وجاء في البيان الصادر عن شركة الدرعية: «كشهادة على التزام المملكة بالاحتفاء بثقافتها وتراثها الغني، ستكون دار الأوبرا الملكية بالدرعية بمثابة عنصرٍ رئيسي في المرحلة الثانية من خطة تطوير الدرعية، وستكون الدار بمنزلة منارة تعبر عن رؤية المملكة لعام 2030 على مساحة قدرها 45 ألف متر مربع، حيث تبرز الدرعية كمركز عالمي للثقافة والإبداع”.

شاهدي أيضًا: سينما “السعودية الجديدة”.. قصة 16 تجربة تستحق الدعم

المملكة العربية السعودية تبني أول دار أوبرا.. الصورة بواسطة @Snohetta Instagram

رمز خالد يمتزج بالتراث والإبداع

تحظى دار الأوبرا الملكية بالدرعية بتصميمٍ فريد من قِبل شركة سنوهيتا العالمية، وصرّح كيْتيل ثورسن، المؤسس المشارك والمهندس في سنوهيتا: “نهدف من خلال التكامل المُتأمل بين التقاليد والجماليات المعاصرة، إلى خلق رمز ثقافي خالد يتردد صداه في كل أرجاء العالم، حيث نكنّ تقديرًا عميقًا واحترامًا للعمارة النجدية التي تحمل روح التراث السعودي، ولذلك، نسعى من خلال نسج الزخارف المعقدة في نسيج معماري معاصر، إلى تشييد مساحة تروي قصة تاريخ الدرعية العريق ويحتضن الإمكانيات اللانهائية لمستقبل المملكة العربية السعودية”.

وبين مجموعةٍ من المشاريع المذهلة التي تندرج تحت مظلة رؤية السعودية 2030، تستعد بوابة الدرعية لتصبح معلمًا تاريخيًا بارزًا يستعرض تاريخ المملكة الغني وثقافتها ورؤيتها المستقبلية أمام العالم.

+ posts
© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!