ملابس قطنية مريحة، زجاجة مياه، سترة للحماية من البرد أو الأمطار، عصا مشي قابلة للطي، وحقيبة .”Backpack”أنت الآن جاهز لممارسة أكثر الرياضات إثارة ومتعة، إذا كنت ممكن يحبون المغامرة وتهوى استكشاف الطبيعة والمشي في المسارات والجبال الوعرة، فيمكنك أن تذهب إلى إحدى الوجهات الصاعدة في السياحة الصحراوية، والتي يتنظرها مستقبل أكبر، وهي المملكة العربية السعودية.
مع توجهاتها نحو تطوير وجهاتها السياحية وجذب العديد من الجنسيات المختلفة للأنشطة الترفيهية، أصبحت رياضات تسلق الجبال والصخور والهايكنج في المملكة العربية السعودية تشهد إزدهاراً كبيراً، حيث تستقطب الزائرين من مختلف أنحاء العالم كل عام، كما أًنُشأ الاتحاد السعودي للتسلق والهايكينج، خصيصاً لها تحت وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية، للعمل على تطوير وتنمية هذه الرياضات في المملكة العربية السعودية.
انتقلت هذه الأنشطة من هوايات يقوم بها المغامرين والرياضيين إلى حيز الاحترافية، مع وجود هيئة حكومية للاشراف عليهم، كما أصبح يوجد لها شركات متخصصة ورابطات، ومدربين ماهرين، للتنظيم والتدريب على برامج الرياضات الخلوية واستخدام أدواتها، خاصة بعد أن تم تطوير بعض المناطق والمسارات في الجبال لتهيئتها بما يضمن وجود وسائل الأمان والحماية.
وتشمل خريطة التسلق عدة واجهات في مناطق مختلفة بالمملكة العربية السعودية، وهم واجهات أولمبيك، بمنطقة مكة المكرمة، وواجهة الشرف، بمنطقة عسير، وواجهة الظِلال، بمنطقة عسير، وواجهة وادي الأخو، منطقة الرياض، وواجهة نيوم، بمنطقة تبوك، وواجهة العلا، بمنطقة المدينة المنورة، وتقام فيهم أيضاً عدد من المسابقات والمنافسات سنوياً، وتشترط إجراء الكشف الطبي للتأكد من أن المتسلق لديه اللياقة البدنية اللازمة لممارستهم، لأنها تتطلب بذل جهد كبير.
زيادة كبيرة في أعداد المقبلين على هذه الرياضات منذ انتشار كثير من المراكز المتخصصة في تنظيم رحلاتها، كما يقول إسلام مكاوي المدير التنفيذي لشركة “مسارات” للسياحة بالمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه منذ إنطلاق شركته عام 2015 كأول مؤسسة خاصة تقوم بتنظيم الرحلات الترفيهية الخلوية، بدأ ظهور عدد من الشركات الأخرى والذي اقترب حالياً من ال 60 شركة.
ويضيف إسلام أن “مسارات” تغطي جميع المناطق بالمملكة العربية السعودية، ماعدا شمال شرق السعودية، التي لا يوجد بها مناطق تصلح لتنظيم أي نوع من الأنشطة الترفيهية حتي الآن، موضحاً أن الرياضات التي يتم تنظيمها تشمل الاستارجاز، و الهايكنج، والكامبنج، والاسنوركلينج، والدايفينج في الجزر الجميلة التي تتميز بها عدد من الأماكن بالمملكة العربية السعودية.
أما عن تسلق الجبال بالحبال، والتي تعتبر من أخطر الرياضات، التي تحتاج إلى مهارات وخبرات إحترافية، فهي كما يؤكد إسلام مازالت تتم إشراف الإتحاد السعودي للتسلق والهايكنج، لأنه لا يوجد لها مدربين متخصصين حتى الآن، مشيراً إلى أن الهايكنج عموماً هي أكثر رياضة بارزة، وعليها إقبال كبير من الزائرين والسياح، وتتم بكثرة في الرياض وجنوب وشمال المملكة العربية السعودية، لأن المناطق بهم مجهزة بفعل الطبيعة منذ قديم الزمان بمسارات تصلح للمشي، مثل مدينة سانت كاترين بمصر.
ورغم ما تحظى به هذه الرياضات من اهتمام، إلا أنها مازالت تتطلب بعض التطويرات لتصبح مؤهلة بشكل أفضل، حيث يشير إسلام إلى أن مسارات الهايكنج تحتاج إلى لوحات إرشادية، وخرائط توضيحية، للتعريف بأماكن الصخور، وأيضا تعديل بعض الصخور لتهيئة المكان للمشي، وإزالة الأشجار التي تقع في طريق المسارات، إلى جانب إتاحة معلومات تفصيلية عن كل المناطق، تساعد القائمين على هذه الرياضة على معرفتها جيداً، مثل معلومات عن أنواع الأشجار الموجودة فيها، والحيوانات والزواحف الذين يعيشون فيهم، وأنواع الصخور المختلفة وطبيعتها.
السيدات أيضاً أصبحن جزءاً مهماً من رياضة التسلق والهايكنج بالمملكة العربية السعودية، ويُقبلن عليها بكثرة، حيث يقول إسلام أن عدد السيدات الذين يمارسون الرياضات الصحراوية والخلوية، يتخطي عدد الرجال. وبدأت الفرق النسائية من السيدات السعوديات اللاتي يمارسن هذه الرياضة في الإزدياد في الفترة الأخيرة، كما استطعن تحقيق البطولات في مجال تسلق الجبال سواء في المملكة العربية السعودية أو خارجها.
