البحث عن الجمال المثالي غاية لا تنتهي، ولأن مجال التجميل تخطى مرحلة الرفاهية، ليصبح أمراً أساسياً يعزز الثقة بالنفس، واهتماماً طبيعياً بالمظهر، ومواكبة للموضة في أحيانِ كثيرة، فقد استقطب فئات واسعة من السيدات والرجال أيضاً، حتى أنه صار سلوكاً متهوراً لدي البعض يحتاج إلى ضبط.. اختيار الطبيب الجيد أصبح هو الآخر جزءاً هاماً من هذه المنظومة، سواء فيما يخص العلميات الخطيرة بالجراحة أو الإجراءات الموضعية بالحقن، وبالنسبة د.محمد الغزاوي طبيب الأمراض الجلدية والتجميل المتخصص في مجال العلاج بالليزر، فإن أهم شرط يجب أن يتوفر في الطبيب المعالج، هو أن يكون مختصاً، حيث أنه لا يوجد أي شهادات رسمية في أي دولة بالعالم تحت مسمى “تخصص التجميل”.
حدثنا الطبيب د.محمد الغزاوي خلال مقابلته مع سول العربية، عن التجميل الجراحي الذي يتم إجراءه داخل المستشفيات من قبل جراحي التجميل والترميم، وبين التجميل غير الجراحي الذي لا يحتاج إلى تخدير ويقدمه طبيب الجلدية، كما شاركنا آخر مستجدات وتقنيات إجراءات التجميل، وأهم نصائحه للمقبلين على مثل هذه الإجراءات.
لماذا قررت اختيار هذا التخصص؟
لأنه تخصص يعتني بجودة الحياة، وليس مرتبطا كثيرا بالأمراض الخطيرة أو القاتلة، لذا فهو أنسب لشخصيتي ولدي فيه فرصة للتميّز والإبداع.
في رأيك، ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في طبيب التجميل؟ وكيف يمكن لأي شخص أن يتأكد من احترافية المعالج الذي يتعامل معه؟
أهم شرط هي أن يكون طبيبا أولاً، وأن يكون مختصاً، حيث انتشرت مؤخراً حالات يقوم فيها أطباء أسنان وأطباء عامين بالإدعاء بأنهم خبراء بالتجميل، وهذا تضليل للمريض، حيث لا يوجد أي شهادات رسمية في أي دولة بالعالم تحت مسمى “تخصص التجميل”، بينما في الحقيقة، إن كان المقصود الجراحة فالاختصاص المطلوب هو جراحة التجميل والترميم، وإن كان المقصود هو التجميل غير الجراحي فالمريض هنا يحتاج إلى اختصاصي الجلدية.
كيف تختلف تقنياتك في العلاج عن أي طبيب آخر؟
الأصل في الطب هو تطابق التقنيات حيث أن أي إجراء طبي لا بد له من شروط ووصف دقيق يتفق عليه أهل الاختصاص، لكن يختلف الأطباء ببعض التوصيات وطرق التقييم أحياناً وهنا مجال التمايز، وبالنسبة لي أستعين في عيادتي بأجهزة تقييم متطورة تصوّر الجلد بأطياف ضوئية متعددة لكشف عيوب الطبقات العميقة، بينما أفضل العلاج المتكامل الذي يشمل العناية المنزلية بالتوازي مع الإجراءات الطبية بالعيادة، كما أحب الدمج بين تقنيات الحقن واستعمال الأجهزة بدلاً من الإعتماد الكلي على طريقة علاج واحدة.
ما هي أبرز أنواع عمليات التجميل المنتشرة حالياً؟
الحقن دائماً ما يحتل المركز الأول للسيطرة على الخطوط الحركية التعبيرية، وهو البوتوكس أو الديسبورت.
في رأيك، هل يجب أن يُبدي الطبيب رأيه في طلب المريض ونصحه بالأفضل له، وهل ترفض الحالات التي تتعارض مع وجهة نظرك كطبيب؟
لا يجوز أبداً معاملة متلقي الخدمة الطبية على أنه جاهل أو لا يستطيع إتخاذ القرار بنفسه، فمن واجب الطبيب تقديم المعطيات العلمية والإجابة على كل الأسئلة بوضوح، والقرار النهائي للمريض وليس للطبيب، أما في حالة أن رغبات المريض غير منطقية أو نرى طبياً أن لها مخاطر، فواجبنا الشرح والتوضيح لكي نصل لفهم مشترك للواقع، الطبيب والمريض مصلحتهم واحدة، وهي تقديم خدمة طبية مفيدة للأخير.
ما هي أكثر المشكلات التي يتعرض لها المريض بعد إجراءات التجميل؟ وما هي الأخطاء التي يقعون فيها؟
المضاعفات طفيفة في مجال التجميل غير الجراحي، وعادةً تكون على شكل كدمات أو انتفاخ بمنطقة العلاج، وتزول هذه المضاعفات خلال أيام من العلاج وبدون تدخل طبي.
ما هو العمر المناسب للمرأة لإجراء البوتكس والفيلر وغيرهم، أم أن الأمر يرتبط بمدى تطور المشكلة التي تعاني منها كل سيدة؟
بعض الإجراءات هدفها المحافظة على صحة الجلد ووقايته – كحقن البلازما وإبر وأجهزة النضارة أو التقشير السطحي- ، ويمكن لأي إمرأة أن تقوم بها بأي عمر، أما الإجراءات العلاجية التي تصحح تغيّرات واضحة، فلا ننصح بعملها إلا بعد ظهور تلك التغيرات، ولا يوجد عمر محدد لذلك، فهذه التغييرات يتفاوت كثيراً العمر الذي تظهر فيه بين كل شخص وآخر.
ما هي أحدث تقنيات التجميل التي تنصح كل امرأة بإجراءها؟
أحدث تقنيات وصلتنا هي ما يعرف بالتقشير الذكي PRX، وهي طريقة لا تتضمن الحقن، حيث يوفر السائل العلاجي فيها نضارة وتفتيح وشد للبشرة بدون أي أعراض جانبية تذكر، وهذا ما يجعلها خيار مثالي قبل المناسبات لأنه لا يحدث بسببها مخاطر الكدمات أو الانتفاخات التي ترافق العلاج بالحقن.
والتطور الثاني هو ظهور منتج جديد يسمىAnteAge MD ، قائم على عوامل النمو المستخلصة من خلايا جذعية من نخاع العظم البشري، ونرى معها نتائج مُبهرة في صحة الجلد والخطوط الرفيعة والارتخاء.
هل عمليات التجميل مكلفة أم أن انتشارها في الفترة الأخيرة جعلها أمراً متاحاً بالنسبة للكثيرين؟
معدل أسعار عمليات التجميل حالياً يعتبر مقبولاً بالنسبة لمعظم الأشخاص، خصوصاً عند مقارنته بالأسعار في أوروبا أو بعض دول الخليج العربي، حيث قد تصل التكاليف لبعض العلاجات لعشرة أضعاف الكلفة في الأردن، وهنا يجب أن نلفت النظر إلى أن الأسعار شديدة الانخفاض هي إحدى أهم علامات العيادات غير الآمنة التي لا يشرف عليها طبيب مختص، لذا أنصح الجميع بعدم اعتماد السعر وحدة كمعيار لاختيار مكان العلاج.
ما هي أكثر إجراءات التجميل التي يسعى إليها معظم النساء وأيضاً الرجال؟
النساء تنزعج أكثر من ظهور الخطوط، لذا فالبوتوكس أو الديسبورت من علاجاتهم المفضلة، والنساء فقط نجد عندهم اهتماماً بعلاج الشعيرات الدموية بالساق، من ناحية آخرى نجد عند الرجال أحياناً اهتماماً أكبر بصحة الشعر وشكله، ويكونون متحمسين لزراعة الشعر وطلب علاجات الحقن، ولكن هناك علاجات نجد الطلب عليها بنفس الدرجة عند الجنسين، كعلاجات الندب بالوجه خصوصا ظهور حفر ما بعد حب الشباب.
في إعتقادك، هل أصبحت عمليات التجميل موضة يتبعها الجميع تقليداً للمشاهير أو بسبب وجود معايير صارمة للجمال؟
نعم وهذه ظاهرة خطيرة وعالمية، نرى الكثير من الفتيات خصوصاً في الفئات العمرية الأصغر يطلبون أنواعاً من العلاجات والحقن لا تناسب وجوههم أبداً ولا يبدو أن هناك أي داعي لها أيضاً، ويرجع السبب لذلك إلى تقليد بعض المشاهير وصُناع المحتوى خصوصاً على المنصات المليئة بالمحتوى البصري مثل “سناب شات” و “تيك توك” و “إنستجرام”، وعالجت بنفسي الكثير من حالات المضاعفات والالتهابات التي نتجت عن إجراءات لم يكن لها داعي واضح.
ما هي نصيحتك للسيدات قبل إجرائهن لعمليات أو إجراءات التجميل المختلفة؟
قبل اعتماد أي إجراء، يجب على كل سيدة أن تقوم بخطوات أساسية، أولهم اختيار عيادة طبيب مرخص ومختص، وهذه أهم خطوة، والطبيب المختص يكون دائما واثقاً بنفسه ولا يمانع أبدا في الإجابة عن أسئلة حول مكان اختصاصه أو سنوات خبرته، ثم إجراء تقييم دقيق مع الطبيب ونقاش للمشكلات وللعلاجات التي يقترحها، لأن العلاج بدون تقييم دقيق يؤدي لنتائج غير مرضية، والنقطة الأخيرة هي الالتزام بتوصيات الطبيب حول التحضير للإجراء وتعليمات العناية بعد الإنتهاء منه، وهذا يحسّن الاستفادة ويقلل من المضاعفات.
