دليلك الشامل لأشهى الأطباق من المطبخ السعودي. تجربة لا تُقاوم!
ظلت المملكة العربية السعودية مهدًا للثقافة والتقاليد العريقة، التي انبثقت منها وازدهرت في المنطقة بأكملها. والمطبخ السعودي جزءًا لا يستهان به من هذا التاريخ. بالنسبة إلى فنون الطهي، شكّلت عوامل عدة على رأسها المناخ الجاف، وبصمة البدو الرحّل في تشكيل هوية المطبخ السعودي الفريد الذي يتميز بنكهاته الغنية. فتنثر الصحراء الساحرة كنوزها على الموائد السعودية من بهارات عبقة، وأرز أصيل، وتمر لذيذ، وفاكهة طازجة، وحليب غني ولحوم شهية.
ولكل زائر عربي أو غربي يمضي خطواته الأولى على أرض المملكة، سواءً بين واحات العلا الغامضة، أو سحر مدائن حِجر التاريخية، أو عمران الرياض النابضة، سيكون بانتظاره تجارب طهي فريدة يستكشف فيها أشهى الأطباق السعودية الأصيلة.
المطبق
يُعد المطبق من أشهر الأطعمة الشعبية في السعودية، وهو عبارة عن عجين رقيق يُحشى بمزيج شهي من اللحم المفروم (وعادة الدجاج أو الضأن)، والبيض، والخضار، والليمون، والفلفل الحار، والتوابل المتنوعة، ثم يُطوى على شكل مربع ويُقلى حتى يصبح مقرمشًا. تختلف الحشوة باختلاف المنطقة، وقد تجد من يستخدم أنواعًا مختلفة من التوابل أو اللحوم أو حتى حشوات حلوة تحتوي على الفواكه والكريمة.
شاهدي أيضًا: 7 أطباق شتوية تجلب الشعور بالراحة والدفء!
الكبسة
الكبسة هي طبق سعودي أصيل، وتعتبر رمزًا للمطبخ المحلي، بل من أفضل الأطباق العربية التي ستتذوقها في الشرق الأوسط. تُطبَخ الكبسة باللحم (وعادة الدجاج، لكن يُستخدم أحيانًا الروبيان أو الإبل) والماء والأرز والتوابل، وتُقدم عادةً كغداء على طبق كبير مع السلطة. يعود اسم الكبسة إلى طريقة طهيها من خلال “الضغط” على المكونات في قدر واحد أثناء الطهي حتى يتشرب الأرز بالنكهات. تتكون التوابل الأساسية للكبسة من القرنفل، والقرفة، والفلفل الأسود، والزعفران، ما يضفي عليها نكهة لا تُقاوم.
المندي
يُعد المندي من أعرق الأطباق التي تعود أصولها إلى شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا اليمن. وهو طبق بسيط نسبيًا يعتمد على الأرز واللحم، ويتنوع اللحم المستخدم بين الضأن والماعز والإبل والدجاج. ولكن ما يميز هذا الطبق حقًا هو طريقة طهيه الفريدة، إذ يُطهى المندي داخل حفرة تسمى “التنور” وهي عبارة عن فرن حجري يُشعل فيه خشب جاف حتى يتحول إلى جمر، ثم يُعلق اللحم مع البهارات كاملة فوق طبقة من الأرز داخل التنور، وتُغلَق الحفرة ويترك الطبق ينضج حتى ثماني ساعات. صحيح أن انتظار طبق المندي يتطلب الصبر، لكن النكهة الغنية والمميزة التي يكتسبها من هذه الطريقة التقليدية ستكافئك حتمًا على الانتظار.
الشاورما
تحظى الشاورما بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بل أنها باتت تُقدم في العديد من مدن العالم التي تحتضن الجاليات الشرقية. تعود أصول الشاورما إلى عهد الدولة العثمانية، وهي عبارة عن لفائف خبز محشوة باللحم والبندورة والخضار الأخرى والخس والمخللات والصلصة. يُتبل اللحم مسبقًا، ثم يوضع على سيخ دوار أمام شعلة نار أو مصدر حرارة آخر حتى ينضج، ليُقطع بعد ذلك إلى شرائح رقيقة. وتشمل اللحوم المستخدمة في الشاورما على الضأن، والدجاج، واللحم البقري، والديك الرومي والغنم، وتُنكّه بالتوابل مثل الهال، والقرفة، والبابريكا، والكمون والكركم.
شاهدي أيضًا: لبشرة أكثر شبابًا..أربعة أطعمة تعزز إنتاج الكولاجين في الجسم
الكعك
إذا كان التمر من أشهر الوجبات الخفيفة الحلوة، فإن الكعك يُعدّ من أكثر الحلويات شهرةً في الشرق الأوسط. يضم هذا الاسم مجموعة متنوعة من البسكويت، وفي أبسط أشكاله، يُعدّ الكعك نوعًا من المعجنات الصلبة والجافة بأشكال مختلفة، تُخبز بالسمسم وتُخمّر بالحمص. ويمكن حشوها من الداخل بجوز مفروم، وتمر، وفستق، وعادةً ما يُتناول كطعام في الشارع.
الجِلاب
يتفوق الجِلاب على الكعك في حلاوته، فهو مشروب من الفواكه يُصنع من التمر، ودبس العنب، وشراب الرمان، وماء الورد والخرّوب (فاكهة تشبه الشوكولاتة إلى حد ما في مذاقها). غالبًا ما يُدخّن بالبخور العربي ليضفي عليه رائحة قوية ونكهة مهدئة. ويحظى الجِلاب بشعبية كبيرة ليس فقط في السعودية، بل في فلسطين والأردن ولبنان ومصر أيضًا.
تُمثل المأكولات السعودية رحلةً عبر التاريخ والثقافة، ودعوةً لاكتشاف تراث أصيل وحاضر متجدد. فكل طبق يحمل في طياته نكهات تروي قصة، وتعكس عادات وتقاليد عريقة. لذا، لا تكتف بالقراءة، وانطلق في مغامرة طهي لا تُنسى إلى قلب الجزيرة العربية، حيث تنتظرك أطباق تُغني روحك وتبقى عالقة في ذاكرتك للأبد.
