حظى الفيلم المغربي “زنقة مالقة” بإشادة جمهور مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين، وشهد الفيلم إقبالًا وتفاعلًا كبيرين خلال عرضه الأول في الشرق الأوسط والعالم العربي، ويشارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.
مريم توزاني تكشف كواليس وأسباب صناعة فيلم “زنقة مالقة”

كشفت المخرجة مريم توزاني عن أسباب تقديمها لقصة فيلمها الحائز على جائزة الجمهور من مهرجان البندقية، والذي يمثل المغرب وإسبانيا بالأوسكار، قائلة: “قدمت هذا الفيلم بسبب الألم الذي شعرت به بعد فقدان والدتي، وعندما عدت مرة أخرى إلى طنجة كانت بالنسبة لي رحلة مواجهة.”
وأضافت توزاني : “عندما عدت إلى مدينة طنجة، شعرت بمزيج من الأحاسيس، جزء سعيد وآخر صعب، ورغم أنني لم أجد صعوبة في التعامل مع المجتمع لأنني نشأت فيه وأنا صغيرة، إلا أنه كان لدي إحساس بالفقد، وعندما قرأت نص الفيلم شعرت أنه يعبر عن هذه الحالة، رغم اختلاف التفاصيل، لذلك رغبت في تقديم عمل يحمل الكثير من المعاني التي تعبر عن الحياة والإقبال عليها مهما بلغ العمر.”
وأشارت توزاني إلى أن الفيلم يعكس حالة إنسانية بعدة أشكال، ظهرت في تفاصيل حياة البطلة ماريا أنخيليس، من زيارتها للمقابر وارتباطها بها، وحديثها المستمر مع القديسة، وارتباطها الأبدي بمنزلها ورفضها تركه مهما حدث، وأضافت أن البطلة عبرت عن كل ذلك بأحاسيسها وعينيها، واستطاعت إيصال ذلك للمشاهد.
وأكدت المخرجة أن العلاقة بين البطلة وحبيبها، رغم بلوغها 79 عامًا، تؤكد فكرة الفيلم الأساسية، وهي أنه مهما تقدم العمر، يجب أن نعيش حياتنا ونستمتع به، وهو أمر جيد لأن بطلة العمل كانت تستمتع بحياتها وفقًا لرغبتها، كما أوضحت أن الزهور التي رافقت البطلة طوال رحلتها ترمز إلى الأمل والسعادة، والحياة والموت والحب، وهي المراحل والمواقف التي مرت بها “ماريا” وعكست شخصيتها طوال الأحداث.

“زنقة مالقة”: قصة صراع إنساني مرشحة للأوسكار
تدور أحداث الفيلم حول سيدة إسبانية تعيش بمفردها في مدينة طنجة بالمغرب، بعد أن قررت ابنتها السفر إلى مدريد من أجل حياة أفضل، وحتى تتمكن من الإنفاق على أطفالها. لكن الأحداث تتطور بشكل مأساوي بالنسبة للأم، عندما تقرر الابنة بيع منزل والدها المسجّل باسمها، وترفض الأم هذا القرار، لتتصاعد التوترات بينهما.
وقد حاز الفيلم على جائزة الجمهور بمهرجان البندقية، وهو مرشح لتمثيل المغرب وإسبانيا في جوائز الأوسكار.
حضر عرض الفيلم كل من سفير المغرب بالقاهرة محمد آيت وعلي والمخرج أمير رمسيس، والناقد طارق الشناوي، وعدد من النجوم الشباب.