منح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين جائزة الهرم الذهبي للفنانة والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، تقديراً لمشوارها الفني ودورها في دعم القضايا الإنسانية وقضايا المرأة، من خلال أعمالها التي تركت بصمة واضحة لدى أجيال متعددة.
هيام عباس بدموع: إهداء تكريم مهرجان القاهرة للنساء والأطفال في غزة

عبّرت هيام عن سعادتها بهذا التكريم الكبير من مهرجان القاهرة السينمائي العريق، وعن امتنانها لدور السينما المصرية في حياتها، وقالت: “في مرحلة الطفولة كان أول فيلم شاهدته في حياتي فيلمًا مصريًا، وخلال طفولتي كنت أفكر دائمًا في السينما المصرية؛ فهي التي منحتني المحبة للسينما والفن، لذلك أقدّر دائمًا دورها في حياتي.”
ولم تتمالك الفنانة الفلسطينية دموعها في هذه اللحظة المؤثرة، ولم تنس أن تتطرق إلى معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة غزة التي مرّت بفترة قاسية على مدار السنوات الماضية، مؤكدة : “من الصعب عليّ كفلسطينية أن أكون سعيدة في هذه اللحظة دون أن أذكر ما يحدث في غزة، ودون أن أذكر النساء والأطفال والرجال هناك، وأحب أن أشاركهم هذا التقدير، وأشاركه مع الأطفال الذين حُرموا من أحلامهم، كما أتمنى أن تنتهي كل الأحزان في جميع الدول، وخاصة السودان.”
محاربة التقاليد: هيام عباس تكشف صعوبة دخول الفن من قريتها الفلسطينية

وفي حديثٍ مفتوح مع الجمهور، أكدت هيام أن رحلتها مع الفن لم تكن مفروشة بالورود، بل واجهت خلالها الكثير من الصعوبات والتحديات التي اضطرتها إلى كسر التابوهات من أجل تحقيق حلمها في التمثيل، وتحدثت عن ذلك قائلة: “وُلدتُ في قرية بعيدة تمامًا عن هذا العالم، ولم يكن هناك أي وجود لفنون المسرح أو السينما، كانت فكرة أن أصبح ممثلة من المستحيلات، نظرًا لصعوبة دخول المرأة مجال الفن في تلك الفترة، لكنني كنت أملك رغبة وشغفًا كبيرين تجاه الفن، ورغبت في أن أحقق حلمي وأجد فرصة لأتنفس في عالم آخر.”
باب الشمس: المحطة الأبرز التي أعادت هيام عباس لواقع نكبة 48 المؤلم
يمثل فيلم “باب الشمس”، الذي قدمته هيام عباس مع المخرج يسري نصر الله، محطة هامة في تاريخها الفني، وعندما تذكرت تفاصيل هذا العمل الذي تشابه مع واقعها المؤلم انهارت بالبكاء ولم تتمالك دموعها، قائلة: “هذا الفيلم يشبه في تفاصيله الواقع الذي عشته مع عائلتي وأجدادي، الذين اضطروا للتخلي عن البيت والأرض بعد نكبة 1948، لذا كان لدي إصرار وواجب تجاه بلدي لأقدم هذا الفيلم.”

قضايا المهمشين: هيام عباس تنجذب لتقديم قضايا المرأة ودعمها
وكشفت المخرجة الفلسطينية عن القضايا التي كانت دائمًا تبحث عنها وتسعى لتقديمها في أعمالها الفنية، موضحة أن أكثر الموضوعات التي كانت تنجذب إليها هي قضايا المرأة وما تتعرض له، إضافة إلى قضايا المُهمشين، وأكدت أن تناول مثل هذه الموضوعات ومناقشتها في أعمالها كان من أكثر الأمور التي تسعدها.
وقدمت هيام عباس عددًا كبيرًا من الأعمال السينمائية، من أبرزها فيلم “حيفا” (1996)، وفيلم “نادية وسارة”، و”باب الشمس” (2004)، و”غزة مونامور” (2020)، و”فلسطين 36″ (2025)، إلى جانب الكثير من المشاركات العالمية الأخرى.