عادل إمام: “النكتة” ارتبطت بالمصريين مثل الأهرامات
في ندوة أرشيفية نادرة بعنوان “تحديات القرن” بثتها قناة “القاهرة الوثائقية” لأول مرة، فتح الفنان عادل إمام قلبه للحديث عن الكثير من الأمور التي تخص حياته الشخصية ومشواره الفني، حيث رد الزعيم على تساؤلات عديدة كانت تشغل ذهن الجمهور. وكشف الأرشيفي النادر، الذي كان خلال ندوة عام 2000 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن رأي الفنان عادل إمام في القضية الفلسطينية، وأيضًا عن سبب تسميته بالزعيم، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي عاشها في رحلته الفنية التي استمرت لمدة 60 عامًا.
شاهد أيضًا: بين نفي وتأكيد اعتزاله.. تكريم عادل إمام يثير مشاعر النجوم في حفل Joy Awards
لقب الزعيم
قال الفنان الكبير عادل إمام عن لقب “الزعيم” الذي ارتبط بمسيرته الفنية بعد عرض مسرحيته الشهيرة “الزعيم” في عام 1993 :”لم أطلق لقب الزعيم على نفسي كما يردد البعض! أنا قدمت فيلم “المتسول”، فهل كان يعني ذلك بأنني أرغب في أن أحصل على هذا اللقب أيضًا. أنا اسمي عادل إمام، أعتقد أن هذا الاسم يصل للقلوب أكثر من أي لقب آخر”.
وكشف عادل إمام أن اللحظات الأكثر سعادة بالنسبة له هي عندما يرى سعادة وضحكة الجمهور في مصر والعالم العربي عندما يقدم لهم عملاً مسرحيًا أو فيلمًا جديدًا، مؤكدًا أنه يشعر حينها بأن رسالته للجمهور قد وصلت بالفعل، كما أنه يستند إلى جمهوره في المقام الأول عندما يتعرض لأي انتقادات.
محطات صعبة
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه عادل إمام، إلا إنه عاش محطات صعبة خلال مسيرته الفنية. وتحدث الفنان المصري عن أبرز المواقف التي صادفته في بداية مسيرته الفنية، قائلاً: “بعد أن قدمت مسرحية “أنا وهو وهي” تم نسياني تمامًا، وجلست على مدار عامين بالمنزل بدون مليمٍ واحدٍ”. وأضاف إمام: “أنا أحب هذه المهنة ولم أسعى وراء الشهرة أو النجومية، ولكنني سعيت خلف الدور الجيد وهو ما كنت أطمح دائمًا في الوصول له رغم أنني حصلت على أكبر أجر في تاريخ السينما”.
القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية كانت حاضرة في ندوة الزعيم، وذلك بسبب تعيينه خلال هذه الفترة سفيرًا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة. وتحدث إمام عن رحلة سفره إلى غزة وإصراره على زيارة مخيمات اللاجئين، وأكد أن الأزمة الفلسطينية تحتل جزءًا كبيرًا من اهتمام المصريين، فهي بمثابة الأب الذي يحمل همّ ومسؤولية ابنه، حتى بعد أن يكبر ويتعلم ويتزوج، فالقضية الفلسطينية تمثل هذا الوضع لكل مصري.
كوميديا المصريين
تحدث عادل إمام عن الحس الكوميدي الذي يتميز به الشعب المصري، حيث يرى أن “النكتة” أصبحت جزءًا منهم مثل الارتباط بالأهرامات. فحتى في عصور الاستبداد والديكتاتورية، كان المصريون يعبرون عن مشاعرهم بالضحك والفكاهة وكان ذلك سلاحهم القوي. كما أكد أن الفكاهة والنكتة المصرية موجودة منذ أيام الفراعنة، وأيضًا الرسومات الكاريكاتيرية كانت متواجدة بالرسومات الفرعونية القديمة.
شاهد أيضًا: “الملكة” هالة صدقي لسول العربية: رفضت استغلال “صفصف” بشكل يسيء لمشواري الفني
من يُضحك الزعيم؟
عادل إمام، بشخصيته الطاغية، كان صاحب الفضل في رسم الضحكة على وجه الجمهور لسنوات. وخلال الندوة الأرشيفية النادرة، تحدث الفنان الكبير عن الأشخاص الذين يستطيعون أن يضحكوه، حيث أكد أن أي شخص يتمتع بالعفوية وخفة الظل يمكن أن يُضحكه. وأشار إمام إلى أن الجمهور يتخيل أن المثقفين يبتعدون عن الكوميديا والضحك وهذا أمر خاطئ، فنجيب محفوظ كان يتمتع بخفة ظل وبإمكانه جعل كل من حوله يضحكون.
عبر النجم عادل إمام أيضًا عن رأيه في عدد من زملائه، حيث قال عن الفنان محمود حميدة إنه ممثل جيد ويهتم كثيرًا بعمله، وأشار إلى إنهما عملا سويًا بفيلم “شمس الزناتي”. كما تطرق للحديث عن الفنان سعيد صالح مؤكدًا أنه قدم معه أفضل الأعمال في مسيرته.
وكشف إمام خلال حديثه عن عمالقة الفن الأقرب إلى قلبه، وأنه يحب الفنانين إسماعيل يس ويوسف وهبي وزكي طليمات.
رامي إمام
في عام 2000، تعاون الفنان عادل إمام مع ابنه المخرج رامي إمام في عمل فني وحيد وهو مسرحية “بودي جارد”. تحدث إمام خلال الندوة عن هذا التعاون موضحًا أن نجله هو المخرج الوحيد الذي اختلف معه في الرأي خلال مسيرته الفنية، مضيفًا بأنه اتضح بعد ذلك أن آراء نجله هي الصحيحة.
