في خطوة مهمة في مسيرتها الفنية، شهدت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة العرض العالمي الأول لفيلمها “باب” ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين. ويعتبر العمل أول فيلم إماراتي طويل يُعرض في المهرجان، ويشارك ضمن قسم “أفلام منتصف الليل”.
طفولة نايلة الخاجة المأساوية وراء الطابع السوداوي لـ “باب”
كشفت الخاجة عن أسباب توجهها المستمر نحو تقديم الدراما النفسية والرعب في أعمالها، وخاصة في فيلمها الجديد “باب”، الذي يحمل ذات الطابع السوداوي، قائلة: “طفولتي أثّرت في شخصيتي بشكل غير طبيعي؛ فقد عشت طفولة مليئة بالخوف والرعب، يمكنني تشبيهها بالسرطان الذي ينمو بهدوء ولا يشعر به أحد”.
وأضافت نايلة: “كان لدينا نظام غريب في المنزل، كل شيء ممنوع، وأي تصرف نحاسب عليه، كنت أعيش وسط قائمة طويلة من الممنوعات، في عالم يملؤه الرعب بشكل غير طبيعي، وأشاهد أمورًا لم يكن ينبغي أن أراها، هذه التجارب غرست بداخلي الكثير من الأشياء، وربما لهذا السبب أصبحت أميل إلى تناول مثل هذه الموضوعات في أعمالي الفنية، ومع ذلك، أرى أن فيلم باب ينتمي إلى الدراما النفسية أكثر مما ينتمي إلى الرعب بمعناه التقليدي”.
غرابة اللغة البصرية في فيلم “باب” وحلم نايلة الخاجة
تميل نايلة الخاجة إلى الابتعاد عن كل ما هو تقليدي، والاتجاه نحو لغة بصرية أكثر جرأة وغرابة بالنسبة للجمهور، كما ظهر في فيلمها “باب”، حيث أوضحت: “أنا أحب الرسم كثيرًا، وخاصة الرسم بالإضاءة، وأميل إلى الرسومات الغامضة، لذلك قد يشعر الجمهور بأن لغتي البصرية تحمل شيئًا من الغرابة، وأعتقد أن الفيلم قد يتضمن بعض الأخطاء بسبب هذا التوجّه، لكنني أتعلم أكثر مع كل تجربة جديدة، ولدي حلم بأن أقدّم فيلمًا سينمائيًا يعتمد على الصورة فقط، دون أي لغة حوارية”.
وعن ديكور المنزل الذي شكّل المحور الأساسي في الفيلم، أوضحت المخرجة الإماراتية أن لهذا المنزل طبيعة ورؤية خاصة، نظرًا لطبيعة الأحداث التي تدور داخله، ولأن هذا النوع من البيوت غير موجود في الإمارات، لذا تم بناؤه خصيصًا في موقع قديم بمدينة رأس الخيمة ليتوافق مع أجواء الفيلم.
تعاون عالمي: الموسيقى التصويرية لـ “باب” بمشاركة إيه. آر. رحمان
شارك الموسيقي العالمي الحائز على جائزتي أوسكار، إيه. آر. رحمان، في وضع الموسيقى التصويرية لفيلم “باب”، وهي إضافة مهمة للعمل لأنه أول فيلم عربي يعمل عليه، وأشارت المخرجة الإماراتية إلى ذلك، مؤكدة : “يعد هذا حدثًا كبيرًا بالنسبة لي أن يشارك هذا الموسيقي الكبير في فيلمي، وأتذكر أنه خلال تأليفه للموسيقى كان يقول إنه يشعر بأنه دخل إلى عالم آخر بسبب طبيعة الفيلم، وعندما انتهى منها لم نفهمها جيدًا في البداية، ولكن بعد إضافتها إلى الصورة عبّرت عن الحالة التي يحملها العمل”.
بطلة “باب” شيماء الفضل: تحدي تجسيد التوأم واللهجة الإماراتية
أما بطلة الفيلم شيماء الفضل، فتحدثت عن مشاركتها في فيلم “باب” وتفاصيل تجسيدها لشخصيتي “وحيدة” و”نسمة”، قائلة: “كان هذا العمل مسؤولية كبيرة وصعبة؛ ففكرة لعب دورَي توأم والدخول في هذه الحالة من الفقد والرعب مثّلا تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، كما كان لدي تخوفاً من عدم القدرة على إتقان اللهجة الإماراتية ، لكنني بذلت جهدي لتقديمها وإيصال إحساسها بالشكل المطلوب”.
تدور أحداث فيلم “باب” حول امرأة تطاردها أشباح الفقد بعد رحيل أختها التوأم، ويلازمها طنين مستمر، كأنه جرح لا يلتئم، وتظل عالقة بين أطياف الذاكرة وأوهام العقل، حيث يعيد الحزن تشكيل معالم واقعها.
والفيلم بطولة شيماء الفضل، وهدى الغانم، وميرا المدفع، وصبيحة ماجوانكار، ومن تأليف مسعود أمر الله، و نايلة الخاجة.
