في عرضه العالمي الأول، عُرض أمس الفيلم الوثائقي الطويل “ثريا حبي” الذي يشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين، وذلك بحضور بطلة العمل الفنانة ثريا بغدادي والمُخرج نيكولا خوري وبقية فريق عمل الفيلم.
عالم ثريا بغدادي: الحب والفن ورحيل مارون الغامض

يتوغّل الفيلم الوثائقي “ثريا حبي” في تفاصيل حياة الفنانة ثريا بغدادي، وقصتها مع زوجها المخرج الكبير الراحل مارون بغدادي.
ويأخذ الفيلم الجمهور في رحلة تغوص في عالم ثريا ومارون، بدءًا من لقائهما خلال فيلم “حروب صغيرة” عام 1981 الذي عُرض في مهرجان كان، مرورًا بانتقالهما إلى باريس، وفي عام 1993 رحل مارون فجأة أثناء وجوده في بيروت، لتكشف ثريا عن الغموض الذي أحاط بوفاته؛ حيث تضاربت الأقاويل مرة بأنه سقط من أعلى الدرج، وفي روايات أخرى إن جهات معيّنة تقف وراء مقتله، لتظل الحقيقة غائبة ويبقى السر معه وحده.
حكايات لم تُروَ: المخرج نيكولا خوري وصناعة فيلم ثريا حبي

كشف المخرج نيكولا خوري عن الأسباب التي دفعته لتقديم هذا الفيلم، قائلاً: “رأيت ثريا بغدادي خلال حضوري عام 2021 فيلمًا مُرممًا لمارون بغدادي، ولفت نظري هدوؤها وغموضها، وأردت اكتشاف عالم رفيقة هذه الشخصية الأسطورية، وأن أستمع إليها وأيضاً أتيح للجمهور فرصة التعرّف إلى حكايتها التي لم تُروَ من قبل”.
وأضاف خوري متحدثًا عن تفاصيل صناعة الفيلم الوثائقي: “صُنع هذا الفيلم في ظروف صعبة خلال فترة الإبادة الثانية عام 2024، ولم يكن العمل مكتوبًا كاملاً، بل تمت كتابته على مراحل، وكان حوارًا مفتوحًا مع ثريا، ومن خلال الأرشيف كنّا نكتشف القصص، ووصلنا إلى ما يقرب من 150 ساعة من التسجيلات التي عملنا عليها فيما بعد”.
وأكد خوري أن صناعة هذا الفيلم كانت بالنسبة له مساحة آمنة، سمحت له بالتفكير والعمل على الشيء الذي يحبه، خاصة أنه استمتع بالحديث مع ثريا وبتجربة صناعة هذا الفيلم.

ثريا بغدادي تروي: التضحية بالمسيرة الفنية من أجل الحب
ومن جانبها، حكت ثريا عن رحلتها مع مارون بغدادي، موضحة أنها كانت تملك طموحًا فنيًا، خاصة بعد فيلمهما الأول “حروب صغيرة”، لكنه تحدث معها عن رغبته في إنجاب الأطفال، ووافقت على أن تكون في ظل نجاحه لفترة ثم تعود لممارسة مسيرتها الفنية، لكن ذلك لم يحدث، وقررت الوقوف بجانبه، وأحبت عمله، وأجبرتها ظروف الحياة وتفاصيلها على اتخاذ هذا القرار، وأكدت ثريا أنها تقول ذلك الآن بعد أن تخطت هذه المرحلة، وأصبحت لا تعيش في ظل مارون بغدادي بل في نوره.