بأداءٍ لافت ومن خلال قصة إنسانية لامست القلوب، نجحت الفنانة التونسية عفاف بن محمود في انتزاع جائزة أفضل مُمثلة عن فيلمها “الجولة 13” الذي عرض ضمن مُسابقة آفاق السينما العربية بالدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي.
وفي مقابلة مع “سول العربية” في أعقاب فوزها بالجائزة، كشفت لنا الفنانة التونسية كواليس تجسيدها لشخصية “سامية” التي قدّمتها في العمل الإنساني المؤثر “الجولة 13“، حيث تدور أحداثه حول مُعاناة أسرة وصدمتها بعد علمها بإصابة الابن بمرض السرطان، كما تحدثت عفاف بن محمود عن المشاهد الصعبة التي خاضتها في هذه الرحلة المليئة بالمشاعر.
عفاف بن محمود: أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي

بسعادة كبيرة تحدّثت عفاف عن حصولها على جائزة أفضل ممثلة في هذا المهرجان العريق، قائلة: “أنا فخورة جدًا بأن شخصية «سامية» في هذا الفيلم كانت سببًا في حصولي على هذه الجائزة بمهرجان القاهرة السينمائي، خاصة بعد الجهد والتركيز الكبيرين اللذين بذلتهما في العمل، وأود أن أقول إن لهذا المهرجان مكانة خاصة في قلبي، لأنني أفوز بهذه الجائزة للمرة الثانية؛ فقد حصلت عليها من قبل عن فيلمي «أطياف»، لكنني لم أكن في القاهرة حينها لتسلّمها، أما هذه المرة فقد استلمتها بنفسي وسط حضور المهرجان بفرحة كبيرة.”
فيلم الجولة 13: أصداء قوية وتفاعل الجمهور التونسي والعربي
حقّق الفيلم فور عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي ردود فعل واسعة بين النقّاد والجمهور، كما أشاد به رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعن هذا الصدى في مصر وتونس بعد العرض والنجاح وحصوله على الجائزة، قالت عفاف بن محمود: “أشعر بسعادة كبيرة بالإشادة التي تلقّاها العمل في مهرجان القاهرة وعلى أدائي للشخصية التي قدّمتها، ولمستُ بالفعل التفاعل الكبير من الجمهور، الذي امتدّ إلى الدول العربية أيضًا، حيث حدثني الكثيرون من بلدي تونس عن متابعتهم لردود الفعل الواسعة التي أثارها الفيلم، وهنّأوني على هذه الجائزة المهمة من مهرجان بقيمة القاهرة السينمائي”.
كواليس تصوير فيلم الجولة 13 ومصداقية القصة الإنسانية

كشفت الفنانة التونسية في حديثها أن قصة الجولة 13 صُنِعت بمصداقية كبيرة من قِبَل كل فرد في فريق العمل، وفي رأيها، كان ذلك سبب استقبال الجمهور له بحفاوة وتقدير، وأوضحت:”لمسنا مدى التأثر الشديد للجمهور خلال عرضه العالمي الأول في مهرجان «تالين بلاك نايتس» بإستونيا، ومدى تفاعل الجمهور الغربي مع قصة الفيلم وأحداثه، وتأثرهم إلى حد البكاء مع المشاهد، وعلى الرغم من صعوبة رؤية الجمهور في تلك الحالة، فإن ذلك كان إشارة واضحة على نجاح العمل.”
وأضافت في حديثها قائلة: “كان العرض العربي الأول في القاهرة أكثر إرباكًا بالنسبة لي، فلم أكن أعرف كيف سيكون لقائي بالجمهور المصري والعربي، وكيف سيستقبلون الفيلم، ولكني شاهدتُ بعيني مدى تأثرهم الشديد بالأحداث والقصة الصعبة، وما رأيته يؤكد أن القصص الإنسانية الصادقة قادرة على لمس الجميع، سواء كان الجمهور غربيًا أم عربيًا”.
عفاف بن محمود ودور الأم المكلومة في الجولة 13

جسدت عفاف بن محمود واحدًا من أصعب الأدوار التي يمكن أن تقدمها الممثلة، وهو دور الأم التي تتلقى صدمة كبيرة بمرض طفلها بأحد أخطر الأمراض في العالم، فتضطر إلى خوض رحلة صعبة معه تنتهي نهاية مأساوية، وعن هذه الشخصية قالت: “هذا الدور عُرض علي قبل عامين من تصويره، وتحدثت حينها كثيرًا مع مخرج العمل محمد علي النهدي، وكنت أعلم أنها شخصية صعبة للغاية، تحمل الكثير من الهموم والمشاعر، ويخوض معي المُشاهد رحلتها وتفاصيل مشاعرها مع ابنها”.
وأكدت عفاف: “لم أتعرض لمثل هذا الموقف من قبل، سواء مع عائلتي أو المقربين، ولا أستدعي أبدًا أي أحداث شخصية في أداء أدواري، حيث أفضل أن أتجرد تمامًا من ‘عفاف’ لأكون صادقة، وأستطيع الفصل تمامًا في هذا الأمر، وعادةً، أول ما أفعله هو دراسة الشخصية جيدًا، وقراءة السيناريو، وحفظ مشاهدَيّ كاملة، بالإضافة إلى مشاهد الممثل الذي أؤدي أمامه، حتى أتمكن من التعامل معها بالشكل المناسب”.
وأكملت حديثها مؤكدة إنها لا تشارك في الكثير من الأعمال بسبب حرصها الكبير على اختيار الموضوعات التي تقدمها، ورسالة وجوهر كل عمل، والمخرج الذي تعمل معه، لذلك لا يشغلها عدد الأعمال بقدر ما يشغلها الرسالة التي تصل إلى الجمهور.
المشهد الأصعب في الجولة 13: حديث الطبيب وتأثر الجمهور
كشفت عفاف بن محمود عن المشهد الأصعب الذي واجهها في هذا العمل، وقالت متأثرة: “مشهد حديث الطبيب معي عن تدهور الحالة الصحية للطفل، ووصولها إلى المرحلة الرابعة، كان صعبًا للغاية، وتم تصويره مرة واحدة فقط، وارتبكت كثيرًا قبل التصوير، حيث كان عليّ أن أتفاعل مع الخبر ليشعر الجمهور بمصيبتي، واستغرق الأمر ساعة ونصف حتى أتمكن من الخروج من هذه الحالة”.