حُلم حي

على الرغم من الجهد المرهق المصاحب لإتباع الصيحات والذي في كثير من الأحيان لا يظفر عن نتيجة مرضية، إلا أنه يظل المسعى الذي لا يصاحبه لوم وذلك في سبيل الحصول على ذلك الأسلوب الذي تتألق من خلاله شخصية الفرد وتتحدد خصوصيتها.

والقصة التالية تربط الأنوثة المعاصرة بغلاف محاط بإطارات جمالية.

وباتريشيا مصدر وحي القصة تعبر عن وجه نقي مفعم بالحيوية ووعد الشباب، فبرائتها الرقيقة تومض مع القناع الذهبي الذي يضفي شيئا من السحر الداكن الموجود في عينيها، فتجمع بين الإندفاع والإحتياط في توازن دقيق فيما بينهما، وإلتقاط هذا الإحساس شديد الدقة كان هدفي من جلسة التصوير هذه.

الأسلوب مستوحى من نهج “لا إزعاج”، فالمظهر رقيق ومع ذلك يبرز إمرأة ذات شخصية قوية وقدرة على الحصول على ما تريد، ومن أجل خلق مساحة لعبنا على التناسق بين المكونات المختلفة من ضمنها الورود المجففة وقماش التول والريش بالإضافة إلى قطع إكسسوارات للرأس. وبالتالي كان ذلك المحيط هو ملعبي الذي أبرع فيه بدقة تتيح للمشاهد أن التمتع بكل تفاصيل التي تجسدها الصور.

القصة تنقل رسالة ” الحلم الحي”، حيث البساطة والشفافية موجودتان بالشكل الذي تمثله باتريشيا، ويلعب قماش التول دوره كالهمسة التي تحوم على الوجه بطبيعته القاسية الرقيقة، فخيوطه الخشنة تمثل الواقع أما رقته فتمثل الخيال، وعلى الشخص الإختيار أي جانب من التول يكون مكانه.

هنا باتريشيا تشبه الوردة الناضجة التي يحميها قماش التول: فلا يقترب عليها شيء كعالم رقيق في حد ذاته، إستوحينا تصميم هذا الشكل من نهج “لا إزعاج”، فيظهر إمرأة رقيقة وفي نفس الوقت ذات شخصية قوية وذكاء.

عملنا على تقنية “Mise en abyme” – بمعنى وضع صورة داخل نفسها، متكررة بشكل لا نهائي، من داخل نفسها وأيضا في أعين المتفرج، فمبجرد أن غطى قماش التول وجه باتريشيا تشعر وكأن عيناك خدعوك للدرجة التي تجعلك تشك في ثقتك التي وضعتها فيهما.

قاومت أن تكون جلسة التصوير ذات طابع الأكتاف العارية من أجل الحفاظ على نقاء النعومة الكامنة في العارضة، فالتصور هنا غني بلمسة كلاسيكية أكثر من الصيحات الحالية.

صُنعت القطع بطريقة تخدم إطار الجمال بحيث تعبر عن البساطة والشفافية وتتيح لكل من الدفئ والإضاءة المريحة أن يحددا ملامح الوجه. أما بالنسبة للأوان ففي حين أنها ناعمة بحيث أن الظلال الزاحفة والخلفية ذات الألوان الباستيل تحت رسم إضائي منفرد يوصلان إنطباع بالنعومة والإنتعاش يتناسج طوال القصة.

فرقة قماش التول تطلب وضع تم تصميمه بعناية من أجل التناسق الشكل بشكل كلي.

تم إنتقاء مظهر كل من الشعر والميكب آب بعناية حتى يتماشيان مع الخط المرسوم للقصة، والملابس والميكب آب بشكلهما المعاصر كانا بسيطين جدا، بحيث يكونا نقيين وهادئيين، كما أنه تم التعبير عنهما بظلال لالونية يتخللها لمسات رقيقة من اللون الزهري. أما شكل الشعر المجعد بطريقة طبيعية فرسم الإضاءة والإحساس البسيط عبر الصور في الوقت نفسه كان هناك تأكيد على لوحة ألوان القصة كما ظهرت في عروض أزياء موسم ربيع 2019 (Etro, Fendi, Noon by Nour, Prabal Gurung) فباتريشيا تعرض البراءة بشكل فيه قوة.

من خلال شكل باتريشيا المثالي نستطيع أن نلتقط عن قرب الألوان الرقيقة الناضجة عبر الأنماط والتلاحم بين العناصر، هذا إلى جانب الحيوية المشعة النابضة من البشرة الشابة الناضجة، فتمثل الحداثة والقوة في آن واحد وبالرغم من أن الشكل المتمثل لا يزال بريء على العالم ولكنه على إستعداد له.

هذه القصة الخيالية التي تجسدها باتريشيا كانت تفتنني وتسحرني لأسجلها على الورق وأشاركها مع القراء والمشاهدين.

© 2024 SOUL ARABIA. ALL RIGHTS RESERVED

Subscribe now to get notified about exclusive offers from Soul Arabia every week!