الرجال من المريخ والنساء من الزهرة! هل تنطبق الاختلافات بين الجنسين على الرياضة أيضاً؟ هذا السؤال بالطبع لن يجيب عنه جون جراي، ولكن العديد من الدراسات ومدربو اللياقة البدنية الذين أكدوا أن النظام الفسيولوجي لكليهما واحد، ولكن يوجد اختلافاً في فكرة كل من المرأة والرجل عن الرياضة، وفي النهاية لا يمكن الجزم بأن هناك إجابة واحدة تناسب الجميع حيث تختلف التمارين من شخص لآخر حتى من نفس الجنس حسب أهداف كل شخص وطريقة تكيفه ومتغيرات اللياقة البدنية المختلفة.
يقول محمود عزت، مدرب اللياقة البدنية، أنه في المجتمع العربي ينتظم الرجال على الرياضة أكثر من النساء حيث تتاح لهم الكثير من الأماكن لممارسة التمارين وأيضاً الوقت الكافي للمواظبة عليها، بينما لا تحظى المرأة بنفس الوفرة في الأماكن، ولا الوقت، كما أن الأولويات أحياناً تجعلها مُقلة في ممارسة الرياضة، لكن مؤخراً تغيرت هذه العادات بشكل جيد وأصبح للنساء أماكن مخصصة لهم فقط في الصالات والأندية الرياضية، لمزيد من الحرية والخصوصية.
بلدان مثل تونس والمغرب ومصر مازالت الرياضة تجذب الرجال فيها بشكل أكبر ويوضح الكابتن محمود أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر أكثر الدول انفتاحاً في السماح للجنسين بممارسة الرياضة بنفس القدر من الحرية دون أي قيود على النساء، وفي السعودية بدأ المجال الرياضي ينفتح للسيدات، بتخصيص أماكن لممارسة التمارين.
يتمرن الرجل ليحصل على جسم وعضلات قوية، بينما تتمرن المرأة للحصول على جسم مشدود و منحوت أو لإنقاص الوزن، هكذا يشرح الكابتن محمود الاختلاف بين الجنسين فيما يتعلق بالهدف من التمارين، مؤكداً أن معظم السيدات يتجهن لرياضات تُمارس في مجموعات مثل اليوجا والزومبا و “تي آر إكس”، أما الرجال فيتجهون لرفع الأوزان الثقيلة والرياضات الأكثر عنفاً.
ليس صواباً أن نقول أن هناك نوعاً من الرياضة يقتصر على جنس معين، حيث يؤكد الكابتن محمود أن بعض النساء يفضلن رياضات يُقبل عليها الرجال عادة، ويجيدنها بشكل رائع، حيث يعود الأمر للتفضيلات الشخصية، وأيضاً لقدرات كل شخص بصرف النظر عن نوعه، بينما من الأخطاء الشائعة لدى النساء هو أن التمارين بالأوزان تزيد من حجم العضلات، وهو ما يجعل كثير منهن لا يفضلن هذه التمارين ويبتعدن عنها تماماً خوفاً من تغيير شكل أجسامهن، بينما يفضلن الإيروبكس أو الجري أو أي رياضة أخرى لا تؤثر على مظهرههن الأنثوي.
ورغم الاتفاق في الخصائص الحركية للرجل والمرأة، إلا أن احتياجات كل منهما أثناء ممارسة الرياضة قد تختلف، حيث يقول الكابتن محمود أن جسم الرجل يوجد به كتلة عضلية أكبر، لذا يحتاج إلى البروتين بكمية أكبر من النساء، لتعويض السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم خلال التمرينات، بينما تتعافى المرأة بعد التمرين أسرع من الرجل وتحتاج إلى وقت أقل من الراحة.
تغير الاهتمام بالرياضة والإنجذاب لها من الجنسين إليها بشكل كبير في السنوات الماضية، وذلك بسبب ظهور مصادر عديدة للمعلومات حول التمارين الرياضية والأنواع الجديدة مثل مواقع الويب والبرمج التليفزيونية المتخصصة، واهتمام الاكاديميات الرياضية بتوصيل المعلومات بشكل مبسط لجميع فئات المجتمع حول اللياقة البدنية.
انتشار فيروس كورونا أيضاً جعل الجنسين يقومون بممارسة التمارين الرياضية بشكل أكبر حتى في المنزل، ففي فترة العزلة زاد الاهتمام بتعلم تمارين جديدة وطرق التغذية الصحيحة من خلال الإنترنت، لتحسين شكل أجسامهم وخصائصهم البدنية، وإيجاد أساليب للتدرب بأدوات خفيفة وغير مكلفة مثل “Rubber Band” و “Free weight”، والتي تصلح للأماكن المفتوحة، ولكن الآن بعد حدوث إنكسار فى حدة الأعراض لفيروس كوفيد-19، فقد أصبحت الصالات الرياضية متاحة ومفتوحة ويقبل عليها الجنسين تحضيراً لشهور الصيف.
ويوضح الكابتن محمود أن تمارين اللياقة البدنية يوجد بها 14 عنصراً هاماً مثل القوة والسرعة والمرونة والتحمل والاطالات والتوافق العصبي، وهو ما جعل الاهتمام بالرياضة يجذب عدد أكبر من النساء أيضاً لما لها من أثر على الصحة النفسية، مضيفاً أن الحد الادني للتمارين اليومية من 45 ل 60 دقيقة يومياً، لثلاثة أيام فى الأسبوع على الأقل.
