“ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة”، ينطبق هذا الأمر أيضاً على الحمية السريعة قصيرة المدى، وبعيداً عن أنها قد تكون مضرة في بعض الحالات، فهي لا تعتبر فعالة كما تظن كثير من السيدات اللاتي يبحثن عن حمية سريعة لإنقاص كيلوجرامات من أوزانهن في وقت قياسي.
البحث عن الحمية سريعة المفعول قد يصل إلى مراحل الهوس، فحلم كل إمرأة هو أن يمر عُمرها ببطيء شديد، بينما ينقُص وزنها بسرعة كبيرة.. ولكن الحلول السحرية التي تعد بها هذا النوع من الحميات قد لا تكون حقيقة على أرض الواقع، الدكتورة ندى بهاء الدين، خبيرة التغذية تجيب عن أسئلتنا في هذا الحوار.
ما هي الحمية السريعة؟
تُعرف الأنظمة الغذائية أو الحميات التي تعد بإنقاص الوزن في مدة قصيرة، باسم الفاد دايت FAD Diet ، وتقول دكتورة ندى بهاء الدين خبيرة التغذية العلاجية أن هذه الحميات تعتمد على تناول أصناف معينة من الطعام، عادة تكون قليلة السعرات الحرارية، مثل الموز أو المكسرات، لذا فهي غير متوازنة، وتوجد أنواع كثيرة من الحميات قصيرة المدى لإنقاص الوزن في ثلاثة أيام أو أسبوع، أو من خلال أربعة مراحل مقسمة على أسابيع ويتم تناول نوع من الطعام مختلف عن الآخر في كل واحد منهم، ولكن النتيجة تكون في كل الأحوال إنقاص الوزن بسرعة.
كيف تؤثر الحمية قصيرة المدى على الصحة؟
ولأنها حمية غير متوازنة فإن أضرارها كثيرة، حيث تشير د.ندى إلى أن الحمية السريعة غالباً ما تفضل طعام معين، لذا فإنها تحرم الجسم من الفيتامينات والمعادن الموجودة فى بقية أنواع الطعام الأخرى، فالحمية التي تعتمد على البروتينات فقط تؤدي إلى حرمان الجسم من الفيتامينات والمعادن الموجودة في الكربوهيدرات، وبالتالي تأثيرها يكون سلبياً، ويظهر ذلك في سقوط الشعر، والشعور بالهذيان والتعب، والإمساك، والصداع، أو مشاكل في البشرة والأظافر، وحسب نوع الحمية قد يتفاقم الأمر لدى بعض الأشخاص فيصابوا بالأنيميا، أو مشاكل صحية أخرى مثل إنخفاض ضغط الدم أو نقص السكر في الدم.
لماذا لا يجب أن تتبع الحمية السريعة؟
ترى د.ندى أن الحمية السريعة تنقص الوزن في وقت قصير بالفعل، ولكن الوزن المفقود لا يكون الدهون المطلوب إنقاصها، حيث أن كل جرام من الكربوهيدرات يصاحبه من ثلاثة إلى أربعة جرامات من المياه، وبمجرد إيقاف تناول الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات، فإن الوزن يظهر أنه أصبح أقل على الميزان فقط، لأن أغلب ما تم إنقاصه يكون مياه.
وتضيف د.ندى أن الحمية الغذائية قصيرة المدى تُفقد الجسم المياه والعضلات أولاً بشكل سريع، ثم الدهون في مرحلة لاحقة وببطيء كبير، فعندما يَنقُص الجسم مثلاً 5 كيلو جراماً في أسبوع، يكون منهم 3 كيلو جراماً مياه، و كيلو جراماً ونصف من العضلات، ونصف كيلو جراماً فقط دهون، مؤكدة أنه إذا تم إيقاف الحمية السريعة يعود الجسم لزيادة الوزن الذي تم إنقاصة مرة أخرى، وربما بنسبة أكبر، لأن الكتلة العضلية التي فقدها الجسم تُقلل من معدل الحرق فتصبح الزيادة في الوزن أسهل بعد ذلك.
ما هي أفضل حمية لإنقاص الوزن في وقت قصير؟
أفضل حمية غذائية هي التي تكون متوازنة كما تشير د.ندى خبيرة التغذية العلاجية، موضحة أن الحمية لابد أن تحتوي على 40 إلى 60% كربوهيدرات، و 20 إلى 30% بروتين، و 10% أو 15% دهون، كما يجب أن يتم تناول الأطعمة الصحية والتنويع بينهم، وأن تخلو من الأطعمة غير المصنعة والمقليات، بينما تختلف نسب إنقاص الوزن في هذه الحمية حسب مُعدل الحرق لدى كل شخص ونوع الأطعمة التي يتناولها، فإذا كان الطعام صحياً يكون معدل إنقاص الوزن ما يقرب من 10 إلى 15 كيلو جراماً في ثلاثة أشهر، أي ما يعادل 5% من وزن الإنسان في الشهر.
هل تتطلب نظاماً رياضياً ؟ وما هي أفضل التمارين؟
تنصح د.ندى بالإلتزام بنظام رياضي للحصول على اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة، موضحة أن إنقاص الوزن في البداية لا يحتاج إلى الرياضة، ولكن استخدامها يكون في حالات مثل صعوبة إنقاص الوزن بنظام غذائي فقط، أو عدم إمكانية تقليل كمية الطعام بسبب أن الجسم تعود على الطعام الصحي.
وتعتمد طبيعة التمارين على الهدف منها، حيث تقول د.ندى أنه إذا كان الهدف هو إنقاص الوزن يمكن القيام بتمارين الكارديو فقط، أما لزيادة العضلات فيفضل رفع الأثقال أو عمل تمارين الفيتنس أو أي رياضات تعتمد على المقاومة لزيادة الكتلة العضلية، وفي كل الحالات يستحسن حتى بعد الوصول إلى الوزن المرغوب فيه، المواظبة على التمارين لمدة 150 دقيقة إسبوعيا لحياة صحية.
كيف تَعرف الحمية الغذائية المناسبة لك ؟
الحمية الغذائية المناسبة هي نظام يتم تفصيلة، وتقول د.ندى أنه إذا اتبع كل شخص الحمية التي قرأها على الانترنت لن تكون مضمونة النتائج في الأغلب، ويُفضل المتابعة مع طبيب متخصص أو وضع نظام حمية بنفسك إذا كان لديك المعلومات الكافية واستخدمت معها التطبيقات التي تقوم بحساب السعرات الحرارية ونسب البروتين والدهون والكربوهيدرات، حتي تناسب احتياجات جسم كل شخص وطبيعة حياته والطعام الذي يُحبه أو ممنوع تناوله إذا كان يعاني من أمراض معينة.
أفضل حِمية مناسبة للعزل المنزلي؟
المشكلة الأساسية في العزل المنزلي هي قلة الحركة، فحتى الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة من قبل، كانوا على الأقل يسيرون أكثر في الخارج، لذا فإن أهم شيء هو زيادة الحركة من خلال الأجهزة الرياضية البسيطة في المنزل، مثل التريد ميل، أو التمشية، أو نط الحبل، أو ركوب العجلة.
المشكلة الثانية هي الممل، لأن اليوم طويل جداً، وأغلب الأشخاص يعملون من المنزل، لذا فإنهم يشعرون بالجوع أكثر من ذي قبل، ولكن في هذه الحالة يكون تناول الطعام فى المنزل سهلاً، ويمكن تفادي هذا الأمر بشراء الأطعمة الصحية فقط وعدم السماح بوجود أطعمة غير صحية قد تضعف أمامها، وأيضاً محاولة إيجاد ما يشغل الوقت، حتى لا يصبح الطعام هو وسيلة الترفية الوحيدة، وتناول المشروبات الدافئة والمياه بوفرة لتقليل كمية الطعام في المقابل، بالإضافة إلى تقسيم الوجبات، وتناول السلطة، والأطعمة المُشبعة الغنية بالأليافن وتناول الوجبات الخفيفة الصحية قبل موعد الغذاء، وفي الليل تناول طعام مُشبع ولكن بسعرات حرارية قليلة مثل الزبادى أو السلطة.
