لفتت الأنظار بموهبتها الفريدة وأدائها القوي وجمالها الهاديء الرقيق، ورغم أنها حققت نجاحاً كبيراً في وقت قصير، إلا أنه لا يمكن وصف مشوارها في مجال التمثيل الذي عشقته منذ الصغر بالسهل أو السريع، حيث تكلل بسنوات من العمل الجاد والإلتزام بتطوير قدراتها واكتساب المزيد من الخبرة. بدأت نجمة غلاف هذا العدد من سول العربية طريقها إلى النجومية بخطوات ثابته ومحسوبة وأهداف واضحة وخطط طموحة للمستقبل، فمنذ ظهورها لأول مرة على الشاشة من خلال مسلسل “الأب الروحي” للمخرج بيتر ميمي، قررت الفنانة أسماء جلال أن يكون كل عمل بمثابة تجربة جديدة لتقمص شخصية مختلفة لا تشبه سابقتها، فتعددت أدوارها المتنوعة في عدد من المسلسلات الهامة منها “لا تطفيء الشمس” و”خلي بالك من زيزي” و ” نسر الصعيد” و “أبو العروسة، والأفلام مثل “122” و “الصندوق الأسود” و “الحارث”.
ظهرت أسماء جلال خلال رمضان 2022 كضيفة شرف في عملين، لكل منهما طابعه الخاص الذي أعطاها الفرصة لتجربة شخصية جديدة تضيف إلى خبراتها، أحدهما مسلسل “سوتس بالعربي”، وهو النسخة المصرية لمسلسل الدراما القانونية الأمريكي الذي يحمل نفس الاسم، والثاني هو الجزء السادس من مسلسل “الكبير أوي”، وتقول:” أنا من أشد المعجبين بمسلسل سوتس الأصلي، لذا عندما عُرض علي المشاركة في النسخة العربية منه وافقت على الفور، خاصة أنني أحب الأدوار السهلة الممتنعة بصرف النظر عن مساحتها سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فالمهم أن تترك أثراً لدى الجمهور وانطباع جيد، وهذا مبدأي في التمثيل بشكل عام، كما أنني سعدت جداً بالوقوف أمام الفنان آسر يس وأيضاً بتجربة العمل مع المخرج عصام عبد الحميد”.
المشاركة في أحد أهم المسلسلات الكوميدية الناجحة التي لاقت تفاعلاً كبيراً لدى الجمهور على مدى سنوات عرضه، جعل أسماء جلال أكثر حماساً لتقديم شخصية “أمجاد” في “الكبير أوي”، حيث تؤكد:” عندما عُرض على هذا الدور تحمست جداً لأنها تركيبة مختلفة أثارت فضولي واهتمامي، كما أنني كنت أتمنى دائماً أن تتاح لي فرصة العمل مع المخرج أحمد الجندي مرة أخرى، حيث كان من المفترض أن أشارك معه في فيلم وقفة رجالة، لكن لم أستطع أن أقوم بدوري فيه بسبب تزامن مواعيد التصوير بعمل آخر أشارك فيه”.
رغم أنها كانت تشعر بالخوف من هذه التجربة في البداية، لكن أسماء جلال ردود الأفعال على دورها في المسلسل بسعادة بالغة، حيث توضح:” أنا من أشد المعجبين بالفنان أحمد مكي لأنه فنان رائع وأي ممثل يقف أمامه لابد أن يتمتع بخفة الظل، لذا شعرت بالخوف ولم أكن أعرف هل سيتقبلنا الجمهور سوياً أم لا، ولكن النتيجة كانت رائعة وتلقيت ردود أفعال جيدة على الدور الذي قدمته، حيث كان مزيجاً مميزاً، لأن شخصية المرأة المثقفة والناشطة في حقوق المرأة هي العكس تماماً لطليقها في المسلسل “حزلقوم”، وهذا التناقض كان مصدر الكوميديا”.
انتهت أسماء جلال من تصوير عدد من الأعمال على مستوى الدراما والسينما، بينما تنتظر عرضهم بفارغ الصبر خلال الفترة القادمة، من بينهم مسلسل “ورق التوت” الذي يناقش قضايا كثيرة مثل الختان وزواج القاصرات والتحرش والاغتصاب والعنف الجنسي والسحر، وتقول أسماء :” المسلسل كان مثيراً جداً للاهتمام لأنه مكتوب بشكل رائع، كما أنه يعتبر أول بطولة مطلقة لي أمام الفنان شريف سلامة، بالإضافة إلى أن دوري فيه جيد جداً، ونادراً ما أقول هذا ولكنه تطلب مجهود كبير وتدريبات على الرقص ودراسة للشخصية حتى تصل الصورة بشكل جيد، لذا أنا متحمسة له جداً”..وعلى مستوى السينما تنتظر أسماء جلال أيضاً عرض فيلم “بضع ساعات في يوم ما” للكاتب محمد صادق وإخراج عثمان أبو لبن.
تعشق أسماء جلال كتابات أجاثا كريستي وأنيس منصور وكل الأعمال الأدبية التي تحمل طابع الرعب والإثارة، لذا لم تتردد في قبول دورها في مسلسل “الغرفة 207″ المأخوذ عن رواية الكاتب أحمد خالد توفيق، الذي يعد أيضاً أحد الكتاب المفضلين لديها، حيث تقول :” شعرت بسعادة بالغة وحماس شديد لأنني كنت دائماً أتمنى أن أؤدي دور شخصية قام بكتابتها الراحل أحمد خالد توفيق، حيث استمتعت بقراءة رواياته قبل النوم منذ طفولتي، خاصة أن سيناريو المسلسل مكتوب بطريقة جيدة جداً وتم التحضير للمشروع باحترافية كبيرة من جانب كل فريق العمل، بالإضافة إلى أنها كانت فرصة لأقوم بأحد الشخصيات المثيرة التي تتغير مع تصاعد الأحداث تاركة مساحة كبيرة لإظهار قدراتي، كما أنني سعدت بتجربة العمل مع الممثل الرائع محمد فراج”، انتهت أسماء جلال بالفعل من تصوير المسلسل الذي يضم عشر حلقات، بينما تظهر شخصيتها في الحلقات الأخيرة منه.
عندما سألناها عن الدور الذي تحلم بتقديمه أمام الكاميرات في يوم من الأيام، أجابت أسماء جلال أنه لا توجد إجابة قاطعة لهذا السؤال، فهو أمر يتغير باستمرار مع مرور السنوات وقيامها بأدوار جديدة في كل مرة، وتؤكد:” أنا أعشق التحدي والشيء الصعب الذي يجعلني أبذل مجهود كبير لإتقان دوري، مثل الشخصيات التي قدمتها في مملكة إبليس، والغرفة 207، وورق التوت، ولكن طموحي حالياً يتمثل في المشاركة في عمل تاريخي ضخم أو تقديم شخصيات مثيرة للاهتمام، والتي تحمل حياتها خلف الكواليس جوانب لا يعرفها الناس، مثل قصة حياة الأميرة ديانا أو الممثلة الأمريكية مارلين مونرو”… طموحات الفنانة أسماء جلال في التمثيل لا تنتهي، حيث تقول:” لا يزال أمامي الكثير لأقوم به ولا أرغب في الاستعجال لأحقق أحلامي، لأنني أحب أن أقوم بخطوات واثقة وثابته وليس مهماً أن تكون سريعة، حيث أفضل أن تكون اختياراتي ذكية وأكرس لها الوقت اللازم وأبذل مجهود كبير في كل عمل حتى أستحق تقدير الجمهور”.
التواجد في دائرة الضوء قد يجعل الفنان عرضه للشائعات التي تؤثر على حياته الشخصية، ولكن بالنسبة إلى أسماء جلال فإنها تعترض بشدة على مصطلح “ضريبة الشهرة”، حيث تؤكد :” لا يوجد ما يسمي بضريبة الشهرة لأنني لم أختار أن أكون شخصاً مشهوراً، ولكنني رغبت في أن أكون ممثلة لأنه الشيء الذي أحبه، وليس من المنطقي أن أقبل الانتقادات بشكل سيء أوالتدخلات في حياتي الشخصية كعقاب على حلمي”، وتضيف أسماء جلال : ” في البداية كنت أشعر بالضيق من الانتقادات أو الشائعات غير الحقيقية، أما الآن أصبحت لا أهتم ولا أقرأ هذه الأشياء، وإذا تعرضت لأي كلام جارح على صفحات التواصل الاجتماعي، فإنني إما أقوم بحظر للشخص المسيء أو عمل بلاغ في قسم الشرطة إذا تطلب الأمر ذلك، ولكن بشكل عام لا أهتم”.
