شخصية عميقة وبسيطة في نفس الوقت صنعت نفسها بنفسها بخوض التجربة تلو الأخرى، تميل إلى الهدوء ولا تحب الحياة الصاخبة التي تصاحب مهنتها، بينما تسعى بإصرار شديد وراء حلمها مدفوعة بشغف حقيقي لكل ما هو يتعلق بالفن والإبداع.. بدأت سينتيا خليفة مسيرتها المهنية من الصفر واقتحمت بجرأة عدة مجالات كان من بينها التقديم التليفزيوني والتمثيل والغناء، ففي سن الحادية عشر، قدمت أول دور لها مع الفنان اللبناني جورج خباز في فيلم “عبدو عبدو”، ثم انتقلت لخوض تجربة جديدة كمقدمة برامج تليفزيونية، وفي مقابلتها مع سول مصر أخبرتنا سينتيا الكثير عن تجربتها الثرية وأحلامها ورؤيتها للمستقبل، بينما كشفت عن جوانب جديدة من شخصيتها الفريدة.
تشعر سينتيا خليفة بالظلم عندما يتم تصنيفها من قبل البعض كممثلة جميلة فقط، بينما تؤكد أن شخصيتها هي في الواقع أكثر عمقًا، ولا يمكن اختزالها في أفكار بسيطة مثل الوصول إلى الشهرة أو الظهور بإطلالة جميلة على السجادة الحمراء، وتقول في مقابتلها مع سول العربية:” الفن ليس مجرد مهنة بالنسبة لي، بل رسالة وحياة كاملة بدأتها في سن صغيرة جداً، حيث درست السينما وتخصصت في التمثيل، وبذلت مجهوداً كبيراً وراء الكاميرات لتحقيق ما وصلت إليه”. بعيداً عن أجواء التصوير، تحب سينتيا أن تتمتع بحياة بسيطة وتفضل أن تكون مع أصدقائها المقربين وعائلتها بشكل دائم.
أحياناً ما تستحوذ سينتيا خليفة على الأضواء عندما تظهر على السجادة الحمراء بسبب اختياراتها الجريئة، ولكنها تؤكد :”لا تجمعني بالموضة علاقة قوية، وارتبط اسمي بها في مصر فقط بعد ظهوري على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة السينمائي، ولكنني بسيطة جداً في حياتي الشخصية”. بينما تضيف:” رغم أنني أتابع الموضة كثيراً، إلا أنني لست مهووسة بها أو بشراء الماركات العالمية، أما بالنسبة للسجادة الحمراء، فأنا أعتبرها مجرد عرض مؤقت صغير، حيث يمكنني أن أمتلك الإطلالة الجميلة للنهاية، ولكن لأن هذا جزء من عملي كفنانة وليس لأنني مهووسة بالموضة”.
رغم أنها أثبتت قدرة على تخطي أي صعوبات، إلا أن أكبر عقبة واجهت سينتيا خليفة بعد انتقالها إلى مصر لم تكن أبدًا متعلقة بالتمثيل، حيث تقول:” تعلم وإتقان اللهجة المصرية كان من أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتي بعد قدومي إلى مصر، فبعدما عُرض على مسلسل فى رمضان مع الفنانة الكبيرة يسرا، شعرت أنني أمام تحد كبير، لأن اللغة وسيلة ومسئولية ولابد من اتقانها حتى أتمكن من أداء دوري على أكمل وجه وتحقيق شغفي في التمثيل، خاصة وأن أي صعوبات تتعلق بالتمثيل نفسه، بغض النظر عن حجمها، هي صعوبات إيجابية وتصب في تجربتي”. أما عن خوض تجربة التمثيل في مصر فتقول سينتيا خليفة:” لا أعتقد أنه من الصعب اقتحام المجال الفني في مصر، طالما أن الفنان جاد ويحب عمله ويجتهد فيه، لأن كل من لديه هذه المواصفات سيجد الطريق للوصول، ونجاحي لم يحدث بين عشية وضحاها كما يعتقد البعض، ولكنني بذلت جهداً كبيراً على مدى سنوات عديدة “.
تكشف اجابات سينتيا خليفة عن شخصية فريدة من نوعها، فهي تحمل العديد من الصفات التي يجب أن يتمتع بها الفنان، حيث تؤكد بعفوية شديدة:” أنا شخص بسيط للغاية وليس لدي أي فلاتر، سواء في سلوكي مع الناس أو حُبي لهم، وفي الوقت نفسه يمكنني أن أصبح مزاجية وحساسة جداً، وإذا أزعجني أي شيء فأنني أشعر بالضيق على الفور، لذا أعمل دائماً على نفسي للسيطرة على هذه الحساسية “.
تنوعت مسيرة سينتيا خليفة المهنية بين لبنان ومصر وفرنسا، وكانت كل مرحلة منها مصدرًا لإثراء تجربتها الفنية، وتؤكد لسول مصر:” كل تجربة في كل بلد كان لها مميزاتها ومذاقها، سواء كانت مهنية أو رحلة سياحية، وهو ما أثرى تجربتي بشكل كبير، وحتى إن كانت سلبية فهي فرصة لأتعلم منها، لذلك لا يوجد ما أندم عليه”. وقفت سينتيا أمام كبار النجوم في مصر ولبنان، ولكن طموحها لا يتوقف عند هذا الحد، فهي تطمح دائمًا إلى العالمية بينما تستعد للمشاركة في فيلم أمريكي جديد خلال الفترة المقبلة، يتم تصويره في إيطاليا، وتضيف : “الوصول إلى العالمية هدف رئيسي بالنسبة لي، لأنني أحب أن استغل أقصى الإمكانيات التي أمتلكها لتحقيق هذا الحلم، وأعتقد أن التدريب والجهد الذي بذلته منذ سن صغير واللغات التي تعلمتها كافية لتحقيق هذا الهدف.”
تلعب سينتيا خليفة دورًا مختلفًا تمامًا في الفيلم الأمريكي، حيث أنها أول بطولة غنائية لها، وتؤكد:” القيام بدور غنائي كان أحد أحلامي منذ وقت طويل، وأقوم في الفيلم بدور امرأة عربية، وهذه التجربة هي تحد جديد وصعب ولكن أشعر أنها ستترك تأثيراً على مسيرتي المهنية، خاصة وأن كل دور يأخذ مني جهداً وطاقة كبيرين، بخلاف أنني استعد لإطلاق أغنية جديدة مع مطرب مصري تُعتبر أول تجربة غنائية لي”. الغناء من بين المواهب العديدة التي تتمتع بها سينتيا خليفة، ولكنها تضيف أن التمثيل هو أكثر الأشياء التي تعبر عن شغفها الحقيقي، وتقول:” الغناء والتمثيل، خاصة على خشبة المسرح، هما شغفي الحقيقي، أما حياة التصوير والسجادة الحمراء فكلها مجرد إكسسوار إضافي لا أتعلق به كثيراً، في حين أن أهم لحظة بالنسبة لي، هي منذ يقول المخرج أكشن حتى يقول كت، والباقي تفاصيل لا أحبها”.
السيناريو هو أول ما تفكر فيه سينتيا خليفة عند اختيار دور جديد، ولكنها تهتم بشكل خاص بفريق العمل، حيث تقول:” بعد فترة طويلة من العمل في هذا المجال، تعلمت أنه لا يمكنني الاعتماد على السيناريو وحده، حيث أحب أن أكون مرتاحة ومحاطة بأشخاص لديهم نفس التفكير ووجهات النظر، لأن كل هذه الأشياء لها تأثير على النتيجة النهائية، في الماضي كنت أقوم بتضحيات إذا أعجبني السيناريو، أما الآن فقد أصبحت انتقائية وأتعامل فقط مع الأشخاص الذين يشبهونني من الناحية الفنية أو الأخلاقية”.
التمثيل بالنسبة إلى سينتيا خليفة هو أكثر من مجرد مهنة، فهي تستمتع بكل تجربة تخوضها وكل شخصية تؤديها أمام الكاميرات، وتقول:” إذا لم يكن الفن ممتعاً فلن يكون إبداعاً، لذا أرفض أدواراً أكثر مما أقبل، سواء لأسباب تتعلق بالسيناريو أو لأن العمل ليس احترافياً، وأبدأ دائماً بمراجعة السيناريو، ثم الممثلين المشاركين، ومن ثم طريقة التعامل، لأنني أحب أن أكون مرتاحة حتى أبدع في دوري، خاصة إذا كان صعباً”. الفن وسيلة مهمة لنقل الواقع وتغييره، ولكن بالنسبة إلى سينتيا خليفة فهي تؤكد:” للفن قدرة على تغيير الواقع، لأن مجرد طرحة للأفكار أو الموضوعات التي تهم المجتمع هو بداية التوعية أو التغيير في حد ذاته، وكلما كان موضوع الفيلم أقوي كلما كان تأثيرة أكبر، ولكن توجد أيضاً أعمال هدفها المتعة لأن العامل الأساسي في الفن هو الإبداع”.
تجمع شخصية سينتيا خليفة بين الطموح والإرداة، مما يجعلها واثقة دائمة في قدرتها على تحقيق أحلامها في المستقبل، وتقول:” حلمى الأول والأخير هو الوصول لأبعد الحدود في عملي وترك تأثير إيجابي على كل من حولى، كما أتمنى أن أحقق المعادلة الصعبة في التوفيق بين العمل والأسرة أو حياتي الخاصة، وهو أمر صعب جداً بالنسبة لي الآن بسبب إنشغالي بتكوين مسيرتي الفنية، ولكنه حلم من الأحلام التي أتمنى تحقيقها ذات يوم”.