الفنانة المصرية روجينا لها طابع خاص، تفرضه دائمًا على أدوارها، لذلك تجدها دائمًا تعزف في نوته فنية منفردة، ومتناغمة، فاختياراتها لأدوارها جيد، قدرتها على التنوع فيما تقدم جعلها واحدة من أهم الفنانات على الساحة الفنية، يمكن وصفها بأنها الفنانة الغير متوقعة، تفاجأ الجمهور دائمًا، وتكسر القاعدة، فتجدها “الشريرة” المحبوبة، وهي التركيبة التي لم يحصل على سرها سواها.
ومن خلال الحوار التالي، ندخل داخل شخصية “فدوة” لنعرف كيف قدمتها، ومدى تأثرها بالشخصية وتأثيرها على حياتها، وهل استطاعت روجينا أن تخرج من شخصية فدوة حتى الآن أم مازالت تلازمها، وهل تخشى الموت، وما مفهومهما تجاه الخيانة، ومزيد من التفاصيل في الحوار التالي:
في البداية، أخبرينا ما هو الســر وراء مصطلح “يا عمري” الذي لازم شخصيتك في مسلسل “البرنس”؟
هي كانت كلمة تكررها الشخصية باستمرار فكانت تلازمها في حديثها، وأصبحت “يا عمري” تعني فدوة وهي الشخصية التي قدمتها في المسلسل، وتعلق الجمهور بالمصطلح حتى أن بعضهم أصبح يقوم بعمل فيديوهات حول الشخصية ومصطلح “ياعمري” على السوشيال ميديا
من الذي أتى بهذا التعبير؟
الحقيقة أن صاحب هو مخرج ومؤلف العمل المصري محمد سامي، فهو كان ضمن رسم الشخصية الخاص بها، فكان هناك مصطلح يلازمها باستمرار وهو “ياعمري”.
كم أثّرت عليك شخصية فدوى عند وبعد الانتهاء من تصوير العمل؟
بكل تأكيد هي الشخصية الأصعب التي جسدتها على مدار مشواري، فهي شخصية مليئة بالتفاصيل، ولها طابع خاص من حيث الكلمات التي تستعملها، في كرهها للغير، وحركتها، لذلك أنا متأثرة بها حتى الآن، ففي بعض الأحيان عندما أكون بمفردي أستحضر بعض مصطلحاتها، وأجدني أرددها، وهذا يعكس مدى تأثير الشخصية علي.
هل استطعتِ التخلص منها بسهولة؟
ضاحكة؛ أنا لم استطع التخلص منها حتى الآن، فهي شخصية مؤثرة وتعلق الجمهور بها، ويأبى أن يجعلني أخرج منها ، فيوميا “الأستوري” الخاص بي على مواقع التواصل الاجتماعي مليء بشخصية فدوة، وحب الجمهور لها وتعلقهم بها حتى الآن، يجعلني أجد صعوبة للخروج من تلك الشخصية.
صنعتِ شخصية حُفرت عند الجمهور وشكلت نقلة نوعية في حياتك المهنية.. ما هو الأصعب بعد ذلك؟
التفكير فيما بعد فدوة مخيف بكل تأكيد، فالنجاح الذي حققته الشخصية كان استثنائي، وكما ذكرت كان نقلة نوعية في أدواري وعلى جمهوري، ولكنني عندي ثقة ويقين في الله أنه هو من رزقني بدورة فدوة، قادر على أن يرزقني بدور يكون على قدر النجاح والقبول عند الجمهور كدور فدوة.
كم ساهم المخرج محمد سامي بصناعة هذه الشخصية المركبة وإظهار جانب أخر لم نراهُ في روجينا من قبل؟
بكل تأكيد هو صاحب الفضل في هذه الشخصية، فمحمد سامي هو المؤلف والمخرج، فكان يمتلك الرؤية للشخصية، وكان يشاهدها أمام أعينه قبل أن أراها أنا، فهو صانع الشخصية، والممثل ما هو إلا موصل جيد لرؤية المخرج والمؤلف، فقط يضيف الفنان على الشخصية من روحه، وطباعه، وأنفاسه، وتفاصيله، لذلك محمد سامي صاحب الإسهام الأكبر في نجاح تلك الشخصية.
بعد قبولك أداء هذه الشخصية الصعبة، هل من الممكن أن نراك تقدمين دور راقصة أو صاحبة ملهى ليلي؟
أنا بالفعل قدمت دور الراقصة أكثر من مرة، فقدمت راقصة من عصر أقدم من الوقت الحالي مع الممثل هشام سليم، وكان عمل من بطولتي واسمه “درب الطيب”، وقدمت دور راقصة في مسلسل “الطبال”، وقدمت راقصة فنون شعبية في مسلسل “قمر 14″، فأنا قدمت جميع أنواع الراقصات، فالدور الذي يثير حماستي أسعى لأن أقدمه.
لكن هل هناك خطوط حمراء لديك لتقديم مثل تلك الأدوار؟
على الإطلاق فأنا لا يوجد لدي محاذير أو خطوط حمراء تجاه أي شخصية، على العكس تمامًا كلما كان الدور صعب ومستفز بالنسبة لي أسعى لتقديمه، فأنا دائمًا أذهب للأدوار التي تستفذني.
أخبرينا عن الستايل الذي ظهرت به، من كان وراءه؟ فهذا اللوك كانت تظهر به ناديا الجندي تاجرة المخدرات في بعض من أدوارها ونبيلة عبيد عندما أدّت دور راقصة. برأيك هل هذا نمط رئيسي لدور تاجرة المخدرات أو الراقصة في الدراما المصرية؟
الشكل الذي خرجت به الشخصية كان الرؤية التي توصلنا لها بعد عدة جلسات، أنا والمخرج محمد سامي، وسعيد رمزي الأستايلست، فنحن توصلنا بعد مشاورات عدة أن هذا هو الشكل الأمثل للشخصية الذي يجب أن تظهر به، حتى المكياج الخاص بها, درجات المكياج واللون، كل تلك التفاصيل اتفقنا عليها سويًا، ورأينا أن هذا هو الشكل المناسب للشخصية هذا من جانب، بجانب أن العباءات التي ظهرت بها الشخصية والتي تنوعت بين جزائري، وتونسي، ومغربي، وعباءات عربية، كانت من تصميم مصممة جزائرية تدعى صباح كادينا، بالاتفاق مع الاستايلست سعيد رمزي، لذلك فأن الشخصية ظهرت بهذا الشكل بعد الاتفاق فيما بيننا على أن يكون هذا شكلها.
هل استنزفتِ طاقتك في تقّمص شخصية فدوى؟
الحقيقة أنه وقت تصوير فدوة كنت أشعر بتوتر شديد، وعصبية، فأنا أتذكر أن الديكور كان لمدة 20 يوم لا أكل أو أشرب أو أنام جيدًا، فكنت أشعر بضيق شديد منها في الوقت الذي كنت أصور فيه، لم أكن متعاطفة مع أفعالها، ولكنها كانت شخصية حقيقية، بها الخير والشر، فالجمهور كره “التابوهات” أو الثوابت أن يكون شخص به خير مطلق، وأخر به شر مطلق، لذلك كانت مرهقة ومتعبة للغاية، ولكنها كانت حقيقية لذلك صدقها الجمهور وتعاطف مع لحظات لها، وكرهها في أخؤى.
صفي لنا المرحلة/ الحالة التي عشتيها أثناء التصوير وعند الانتهاء ودخول الدكتور أشرف زكي المستشفى. كيف كان طعم النجاح مع هذه الغصّة؟
الحقيقة أن الحالة كانت أثناء وبعد التصوير بها الكثير من السعادة بعد النجاح الكبير الذي حققته الشخصية، وأشرف زكي زوجي كان سعيد للغاية بنجاح الشخصية، فكان أينما يذهب يخبرونه عن شخصية فدوة وأنه كان دور جيد، ويجب أن أقول الحمد لله، فالنجاح يجب أن يرد لله سبحانه وتعالى، هو من أنعم وأكرم أن يحقق العمل هذا النجاح، ولكن مع انتهاء العمل أصيب أشرف بجلطة في الشريات التاجي، وقام بتركيب دعامتين في القلب، ولا يسعن سوى أن نقول الحمد لله، فالحياة دائما ما تختبرنا، ونعيش يوم جيد، وأخر غير جيد، ولكن هذه هي الحياة، ولكن الحمد لله أشرف في أحسن حال الأن وهذا ما يهم.
لكل دور في أي عمل، هناك رسالة يتم إيصالها للمشاهد. ما الرسالة التي قدمتيها من خلال شخصية فدوى الامرأة الشرسة القاتلة وتاجرة المخدرات.. ؟
الرسالة التي قدمتها الشخصية هو أهمية أن تكون المرأة قوية ولا تهزم، فأنا أحيانًا يعرض على أدوار لنساء ضعيفة ومهزومة، وأنا أرفض تقديم تلك النوعية من الأدوار، وأقول لذاتي أنني لن أقدم لجمهوري هذا الضعف والهوان، ولكن شخصية فدوة لا تخشى أحد وتعرف كيف تحصل على حقها، بعيدًا عن كونها تاجرة مخدرات، إلا أنها امرأة قوية، لا يقهرها او يهزمها شيء، ففدوة لم يهزمها سوى الموت، ولكن غير ذلك لم يقدر عليها أحد، وهذه كانت رسالة الدور.
هناك الكثير من شخصية فدوى في عالمنا العربي، كيف ستتعامل روجينا لو التقت بمثل هذه الشخصية؟
رغم سفري الكثير، وتعرفي على أشخاص كثيرين، إلا أنني لم أقابل شخصية تشبه فدوة، فهي لم تكن في مخزون الذاكرة الانفعالية الخاصة بي، ولكن لو قابلت يومًا ما شخصية تشبه فدوة سأقول لها أنها هي التي تحاول التشبه بي، ولست أنا من تشبهت بها من خلال الدور.
بعد أداء أي من المشاهد الصعبة في البرنس.. ما هو الشعور الذي يتملكك عند الانتهاء منه؟
معظم مشاهد فدوة في العمل كانت صعب للغاية، والفنان عندما يجسد دور بهذه الصعوبة يشعر بتوتر وضغط شديد عليه، وهذا ما كنت أشعر به أثناء تصوير فدوة، كنت أحاول أن أقدم أقصى ما امتلك من أداء حتى تكون الشخصية مقنعة، وحقيقية، وكنت أخشى مشاهدة ما أقدمه على الشاشة أثناء التصوير، فكنت أشعر أن مشاهدتي لنفسي قد تفصلني عن الشخصية.
ما هو مقياس الرضى عن الأداء بالنسبة إليك؟
المقياس الجمهور، والحمد لله الجمهور أحب العمل للغاية، والعمل حقق نجاح كبير، وهذا يكون مقياس الرضى لأي فنان، وبكل تأكيد هذا النجاح يأتي من مجموعة عمل كاملة مجتهدة، سواء عاملين وراء الكاميرا، أو ممثلين ساهم جميعهم أن يخرج العمل بشكل جيد، فالتمثيل أشبه بالمباراة، عندما يقدم الجميع أفضل ما عندهم ينجح العمل، وأحب أن أبارك لمحمد سامي على أول عمل من تأليفه، والجميع دون استثناء.
شكلت ثنائية ناجحة مع أحمد زاهر، ما الذي ضفتيه له أضافه لكِ؟
هذه كانت المرة الثالثة التي أعمل فيها مع أحمد زاهر، فنحن ننتمي لنفس المدرسة في العمل، وخرجين المعهد العالي للفنون المسرحية، بجانب أن هناك تفاهم مشترك بيننا، يجعل العمل سهل وسلس، وهو يخاف على عمله للغاية مثلي، وكنا متخوفين من هذا العمل ومن أدوارنا، ولكننا أجتهدنا في التحضير لها للغاية، والحمد لله شكلنا ثنائي تمثيلي جيد، وحتى خارج التمثيل هو بمثابة صديق وأخ بالنسبة لي، وأتمنى أن يستمر التعاون بيننا دائمًا.
ماذا تعني لكِ الحياة؟
اختبار كبير يخوضه البشر ، هناك من ينجح وهناك من يفشل، وهناك من يتعلم كيف يتعامل مع الحياة، وأخرون لا يعرفون، ولكن الحياة رحلة نتعلم منها طوال الوقت، ومهما شعرنا أن الحياة طويلة فهي قصيرة للغاية، فجيب أن نستمتع بكل لحظة فيها.
ما الذي يعطي لحياتك قيمة؟
بناتي، ففي وجهة نظري الأمومة هي أهم قيمة في الحياة، فتربية أبنائي، وأن يكونوا لهم مكانة في المجتمع هي قيمة عظيمة، وعملي يعطيني قيمة في الحياة، والحب أن تكون معطاء لكل من حولك هو أمر يعطيك قيمة، والنجاح بكل تأكيد يجعل الإنسان سعيد ويمتلك ثقة كبيرة في نفسه وله قيمة، ووجود والدتي بجانبي، ووجود زوجي بجانبي، وسند لي، وأمان، كل ما ذكرته هو ما يعطي قيمة لحياتي.
متى تصبح الحياة بلا قيمة لكِ؟
عندما نفقد شغفنا بها، ونفقد لحظاتنا الحلوة، ونفقد أناس نحبهم، وننكسر، ونشعر أننا لا نريد أن نعيش، في هذا الوقت تصبح بلا قيمة.
هل تخافين من الموت؟
لا أخاف من الموت، فالموت هو الحقيقية، والنهاية، لذلك لا أخاف من الموت لأنه سيكون لقاء مع رب العالمين، ولكن هناك من يخافون من الموت لأن الموت مجهول، ودائمًا الخوف من المجهول.
من هو الشخص الذي ترتعبي من فكرة فقدانه؟
لا أحب التفكير في فقد شخص أحبه، فمجر د التفكير في هذا الأمر يجعل طاقتي سلبية، وانا لا أحب أن تكون طاقتي سلبية، ولكن حين يأتيني هاجس فقد من أحبهم، أقول إنني سأكون قبلهم ولا أشعر مرارة الفقدان.
الظلم والاعتذار كلمتان متناقضتان.. ماذا يعنيان لكِ؟
هم كلمتان متناقضتان ولكنهما غير متساويتان، والاعتذار لا يمحي الظلم، فلا يمكن أن أظلمك، وبعدها اعتذر لك، فالظلم هو الإحساس الأصعب.
أكثر مرة شعرتِ فيها بالظلم؟
لا ارضخ لإحساس الظلم، ولا احبه وأتناسى عن من ظلمني، وأترك لله أن يرد لي مظلمتي.
الاعتذار في نظرك ضعف أم قوة؟
الاعتذار منتهى القوة، فقدرة الإنسان أن يعتذر عن خطأ وقع فيه، فالأسف كلمة صعبة على الإنسان، ومن يتمكن من قوله فهو شخص قوي.
أنتِ ظالم أم مظلوم؟
لست ظالمة أو مظلومة، أنا راضية وهذه المصطلحات ليست في قاموس حياتي.
هل فكرتِ بالاعتذار ثم تراجعت؟
وأنا صغيرة للغاية كنت أرفض الاعتذار، وعندما نضجت قليلًا أصبحت أمتلك جراءة الاعتذار، ولكن في الوقت الحالي أحاول أن لا أصل للمرحلة التي تجعلني اخطأ ويجب على أن أعتذر، وأرى أن تلك هي أسمى مرحلة.
ما هي أقصى أنواع الخيانة الجسدية أم الفكرية؟
هناك خيانة النظرة، والكلمة، والفكر، والجسد، الخيانة لها أشكال عدة، ولكنها جميعًا خيانة، ولكن الخيانة لا مكان لها في حياتي.
هل من الممكن المسامحة بعد الخيانة؟
هذا أمر لا يوجد رد قاطع له، حسب الموقف، هل هي خيانة عادية يمكن أن تغتفر، أم خيانة لا يمكن أن تغتفر على حسب الموقف بكل تأكيد.
لو وقفت أمام المرآة.. ما السؤال الذي ستسألينه لروجينا؟
في البداية سأحمد الله على نعمه علي، وعلى السلام النفسي الذي منحني إيه، ثم سأقوم بسؤال نفسي هل الأشياء التي كنت تتمنيها وأنت صغيرة استطعت أن تحققيها أم لا.
أخر مرة تكلمتي فيها مع نفسك.. هل كنتِ صريحة أم حاولت الهروب؟
أتكلم مع نفسي كثيرًا، وبالتأكيد أكون أمام نفسي بمنتهى الصراحة، فالإنسان دائمًا ما يكون صريح مع نفسه، وإلا لماذا سيتكلم معها، فنفسك الوحيدة التي تتمكن أن تقول كل ما بداخلك لها دون خوف أو قلق.
من عيوب امرأة برج الحمل أنها لا تجيد التعبير عن حبها بالحديث، ولا تصرح عن مشاعرها. هل هذا ينطبق عليك؟
لا أتفق تمامًا، فامرأة الحمل رومانسية، توزع طاقة حب على من حولها، سواء بكلمات أو نظرات أو أفعال، حتى في علاقاتي بأبنائي دائمًا ما احتضنهم، وأخبرهم عن مدى حبي لهم، حتى أنه من عيوب امرأة الحمل أن حبها دائمًا ما يكون ظاهر، فلا تعرف كيف تخفي حبها.
ما أكثر صفة لا تحبينها في شخصيتك؟
الطيبة الزائدة، والثقة في الغير الزائدة، والعصبية، وأن أكون منتظرة في بعض الأوقات أشياء ممن أتعامل معهم وعندما لا أجدها أشعر بإحباط.
لمن تستمعين أكثر أنغام أم شيرين؟
أحب أنغام وشيرين، ولكن مواضيع أنغام تلمسني أكثر، فأنا أحب أغاني أنغام اكثر، وأشعر أن مواضيعها تلمسني أكثر، فأنا أحب شخصيتها الفنية، واحترامها لمهنتها، وللكلمة التي تغنيها، وأجبرت الجميع على احترامها.
من الممثل العربي الذي من الممكن أن توافقي بلعب دور بطولة أمامه دون لن تقرأي السيناريو؟
هذا سؤال صعب للغاية، وأخشى أن أذكر أسم وأتناسى أخر، ولكن تجاربي العربية جميعها سعيدة بها للغاية، فتكون بها نقل ثقافة ومعرفة من بلدان مختلفة، وثقافات متعددة، وأتمنى أن يكون كل عام عندي عمل عربي هذا أمر يسعدني ويشرفني.