تُصبح الأحلام قوية للغاية، إذا تم السعي إليها بإخلاص، حيث يمكن أن تقود رحلة استثنائية لاكتشاف الذات إلى نجاح غير مسبوق، وخلال السنوات الماضية التي تشكل فيها العالم وتغير ما كان في السابق حقائق لا شك فيها، ظل شيئاً واحداً ثابتاً؛ وهو حلمها أن تصبح عاملاً للتغيير، بدأت النجمة مي عمر مسيرتها بشغف عميق للتمثيل، غير مدركة لصعوبة التحديات هذا المجال، ورغم أن العديد من اختياراتها تغير؛ إلا أن حلمها أصبح أقوى، لأن لديها تصميم كبير لتغيير العالم باستخدام القوة الناعمة للتمثيل.
تقول مي عمر بدفء حقيقي في بداية حديثها: “بدأت مسيرتي المهنية معتمدة على حقيقة واحدة، وهي شغفي الكبير بالفن؛ ولم يكن لدي أي أهداف محددة، سوى أن أقوم بالتمثيل فقط، أردت ببساطة تصوير قصص النساء الملهمة وتناول الموضوعات المهمة التي يمكن أن يكون لها تأثير ملموس، وبمرور الوقت أصبحت رغبتي في التعامل مع الموضوعات المؤثرة هي الدافع لي وسبب استيقاظي كل صباح وتحدي نفسي لأصبح أفضل”، اعترافًا بالظروف الصعبة لصناعة الإعلام وفن التمثيل، تعتقد مي أن الاستمرار في مجالها يتطلب إفتتاناً حقيقيًا بفن التمثيل، وتضيف: “أحياناً تستهلكني الطبيعة الصعبة لمجال الفن؛ ولكن بمجرد مشاهدة أعمالي الفنية بعدما تكتمل، أنسى كل هذا التعب وأبدأ من جديد”.
كونها تجد متعة كبيرة في المشاركة في أعمال فنية جديدة، تصف مي عمر التواجد في موقع التصوير بأنه ملاذها الحقيقي، وتقول : “أنا أعشق تمامًا الفعل البسيط المتمثل في الاستيقاظ كل صباح والتحول إلى شخص آخر في موقع التصوير، حيث أكون في أسعد وأفضل حالاتي في هذا المكان، لأنه يمدني بالطاقة ويملأني السعادة”، وبفضل نواياها الواضحة وقدرتها على صقل موهبتها، تمكنت مي عمر من تطوير درع لحمايتها من التنمر، مؤكدة : “أصبح التنمر وباءً منتشراً يتعرض له الجميع الآن، ولكنني أركز على أهدافي وخططي؛ وطالما مقتنعة بما أفعله، فلا يهمني أي شخص آخر، وسأكون راضية عن النتائج، لذا لا يجب الالتفات إلى المتنمرين، لأن نتاج عملي الجاد والحب الحقيقي الذي أتلقاه من المعجبين كافيان لدفعي باستمرار إلى الأمام”.
خلال أقل من عشر سنوات، نجحت مي عمر في تقديم أكثر من 11 دورًا في أعمال فنية مختلفة؛ بما في ذلك مسلسلها الناجح “لؤلؤ” في 2020 ، وتقول مي عنه : ” رغم أنني فخورة بنفسي، إلا أنه مازال لدي الكثير لأقدمه وأتعلمه وأحققه، وعندما أنظر للوراء يصبح لدي رؤية مختلفة عن التحديات التي واجهتها وهذا يجعلني أدرك أن أي شيء آخر سيمر أيضًا “
ترغب مي عمر، بدافع من تطلعاتها وطموحاتها في مناقشة الكثير من الموضوعات، حيث أنه لم يكن لديها حتى الآن سوى فرصة حقيقية واحدة لتناول موضوع من اختيارها، مضيفة: ” لؤلؤ كانت فرصتي الأولى لتناول موضوع يهمني في الدراما، ومن خلال هذه المسلسل استطعت أن اسلط الضوء على إمكانية البدء من الصفر والعمل نحو تحقيق نجاح حقيقي عن طريق التصميم والعمل الجاد فقط”.
وُصف مسلسل “لؤلؤ” بأنه إنتاج ضخم يشبه الأعمال السينمائية، وعمل فني مليء بالأزياء الرائعة، والفقرات الموسيقية النابضة بالحياة، كما اجتذب جمهورًا عريضًا من شمال المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وتؤكد مي : “كان لؤلؤ إنتاجًا كبيرًا؛ لكنه لم يكن غير مسبوق، فهو لم يتكلف ميزانية ضخمة لم يتم إنفاقها على إنتاج درامي من قبل، لكن الاختلاف الفعلي هو أن كل شخص كان حريصًا على إعطاء نتيجة محترمة، ولأننا نعمل كفريق واحد، قمنا جميعًا بعملنا بحب وإخلاص، حيث أردنا أن يخرج هذا المسلسل بأفضل صورة ممكنة، وفي رأيي أن هذا المستوى من التفاني يجب أن يصبح نموذجًا لجميع الأعمال الأخرى، خاصة أن مصر معروفة بأنها منبع لأفضل الأعمال الدرامية في المنطقة ويجب علينا أن نرتقي إلى مستوى هذه السمعة، لدينا مكانة كبيرة وأدوات رائعة، لذا فإن السعي لتحقيق الأفضل يجب أن يصبح هو القاعدة “.
بعد أن أدت مي عمر شخصية لؤلؤ الجريئة، وتصدرت العناوين الرئيسية وأصبحت “تريند” على مواقع التواصل الاجتماعي طوال مدة عرض المسلسل، تسعى الآن للعمل على الأشياء التي تحبها حقًا؛ سواء كانت أعمالاً سينمائية أو شخصيات أثرت فيها، وتؤكد: ” أعمل على الموسم الثاني من مسلسل لؤلؤ، وفي مرحلة الإعداد حالياً”، وتضيف بحماس واضح : “متحمسة جداً لتقمص شخصية لؤلؤ مرة أخرى واستكشاف فصلًا جديدًا من رحلتها غير التقليدية، وأنا شخصياً أتشوق لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك خلال الأحداث، كما أتمنى أن يكون كل شيء أفضل؛ سواء بالنسبة إلى الأغاني والرقصات والأداء كله بشكل عام، لأنه من الطبيعي أن يتطور المسلسل ويصبح أفضل في الموسم الثاني “.
تضع مي عمر أيضاً تركيزها في الوقت الحالي على السينما، وتقول : “السينما تمثل تحديًا أكبر للمرأة لتجسد أدوار البطولة، حيث أن الممثلين سيطروا عليها لفترة طويلة، رغم أنه في المقابل تمكن عدد قليل من الممثلات من القيام ببطولة أفلام ناجحة تجاريًا، وأنا أعمل حاليًا على دور البطولة في إنتاج سينمائي جديد لا يزال في مرحلة الكتابة ومتحمسه لرؤيته يخرج إلى النور”.
تظل النجمة المجتهدة مي عمر وفية لحلم طفولتها، وتتطلع إلى تناول موضوعات متعددة مثل العنف ضد النساء وأطفال الشوارع وغيرهم الكثير من خلال أعمالها القادمة، بالإضافة إلى أنها تأمل أن تحقق أهدافها الأكثر طموحًا في السنوات الخمس القادمة، لأنها تطمح إلى أكثر من أي شيء حققته من قبل.وتؤكد: ” أردت دوماً المشاركة في فيلم عالمي أو أن أكون جزءًا من فيلم مصري ينتهي به الأمر بالحصول على جوائز دولية”.
Editor-in-Chief: Sultan Abu Tair, Photographer: Mohamed Saif, Stylist: Jony Matta, Videographer: Nader Moussally, Jewelry: Nabeel Sakijiha, Makeup by: Sana’ Weld Ali, Hair by: Ward W Hareer, Location: Bait Ali