الفنان الأردني يكشف عن المشهد الأكثر تأثيرًا عليه
الفنان إياد نصار صاحب الموهبة الاستثنائية، خطف أنظار الجمهور في رمضان 2024، وحقق نجاحًا كبيرًا بمسلسله “صلة رحم”، واستطاع التفوق في مسلسلات النصف الأول من الشهر، حيث فتح باب المناقشة بقضية مثيرة ومهمة وهي “تأجير الأرحام” وتوابعها، ومدى قانونية وشرعية وتأثير ذلك اجتماعيًا، إذ تعد تلك المرة الأولى التي يتم فيها التطرق إلى هذه القضية في عالمنا العربي. ويكشف إياد نصار لسول العربية عن تفاصيل وكواليس صناعة هذا العمل، والأصداء التي حققها المسلسل منذ بداية عرضه.
شاهد أيضًا: ياسر جلال لسول العربية:”جودر” عمل مؤثر في مسيرتي الفنية وأرفض المنافسة
نجاح “صلة رحم”
تفاعل الجمهور مع بداية عرض الحلقة الأولى مع أحداث وشخصيات “صلة رحم”، وأصبح هناك إثارة لمعرفة مصائرهم وما تسفر عنه الأحداث، فعن أصداء العمل تحدث إياد نصار قائلًا: “دائمًا هناك نوعين من الآراء، الرأي الأول من الجمهور وهم الأهم بالنسبة لأي عمل فني، والرأي الثاني هو رأي النقاد والمتخصصين وهو بذات الأهمية أيضًا، وأي عمل فني يتمنى أن يجمع بينهما، والحمد لله هذا ما حققه “صلة رحم” بنسبة كبيرة”.
ويضيف عن توقعاته بالنجاح الذي حققه العمل: “دائمًا أتحدث أن النجاح توقع وليس أمنية، وأتمنى النجاح لكن بأسس بعينها من توافر كافة العناصر للمشروع وبذل مجهود في اتجاه أن يكون ناجحًا ثم من الجائز أن يحقق النجاح أم لا، والأهم هو الاجتهاد للنجاح ثم النتيجة النهائية من عند الله”.
تفاصيل البداية
“صلة رحم” يناقش قضية مهمة وهي “تأجير الأرحام”، والتي تناقش لأول مرة بكافة جوانبها في الدراما العربية، وتحدث إياد عن تفاصيل بداية هذا المشروع والقلق تجاه مناقشة هذه القضية، قائلًا: “مشروع مسلسل “صلة رحم” مر بمراحل عدة، وكنت معه من البداية لحظة بلحظة، بداية عندما كان مجرد فكرة من الكاتب أحمد محمود أبو زيد، ثم جلست مع المخرج تامر نادي وشركة الإنتاج لمناقشة كيفية تقديم هذه الحكاية، ثم أنضم لنا الكاتب محمد هشام عبية، وبدأنا في بناء المشروع خطوة بخطوة، لذلك فالفكرة لم تأتني جاهزة لأندهش من الموضوع الذي يتم طرحه، بل تم تنفيذه أمامي والشخصيات تم بناؤها في حالة شراكة كاملة بين جميع صناع العمل، والأجمل في تنفيذه أنه حمل اتفاقًا فكريًا بين الجميع ولا يوجد أحد يراه بشكل مختلف، بل نراه جميعًا بنفس الطريقة”.
وعن الاستقصاء والبحث لشخصية دكتور حسام التي يؤديها إياد نصار في “صلة رحم”، علق قائلًا: “المؤلف محمد هشام عبية هو صحفي في الأساس، لذلك هو دائمًا لديه حالة من البحث الدائم ورفع من علينا جميعًا هذا الجزء، وأصبح لدينا أبحاث وملفات بين أيدينا خاصة بكافة التفاصيل والمعلومات، ولم يترك شيء للقيل والقال ثم جاء بحثي أنا كممثل في تفاصيل الشخصية نفسها وطريقة تقديمها”.
قضية شائكة
مسلسل “صلة رحم” يحمل قضية شائكة وهي إما أن يتقبل الجمهور مناقشتها أو يرفضها ويهاجم العمل من الأساس، فعن التخوف حيال هذا الأمر، رد موضحًا: “لا لم أتخوف من هذه النقطة، فموضوع العمل ليس مستفزًا للجمهور، ومناقشة قضية شائكة لا تعني استفزاز المشاهد، لأن استفزازهم هو أمر آخر وهو أن تصطدم بالثوابت الخاصة بهم وأن تقوم بفرض رأي عليهم، هذا ما يجعلك تصطدم بالمشاهد، لكننا هنا نفتح باب الأسئلة بيننا وبين الناس، والعمل الفني يسأل مجموعة من الأسئلة والجمهور يتساءل ويحدث نقاش، وحالة الجدل هذه هي أمر صحي، وهذا ما يرغب فيه “صلة رحم” أن يحرك الأسئلة والنقاش، ويدخل في المناطق المسكوت عنها ونتحدث فيها، لذلك المسلسل لم يكن مستفزًا للجمهور على الإطلاق بل أنا سعيد بحالة النقاش التي حدثت”.
رأي الدين
على الرغم من حسم هذه القضية شرعًا ودينيًا على لسان الشيخ خالد الجندي في الحلقات الأولى من العمل إلا أن بطل العمل اتخذ قرار مختلف، فعن هذا الأمر رد قائلًا: “الدين قال كلمته في هذه القضية بشكل واضح، لكن “حسام” قرر التحدي، وأن يتحدى قدره، فهذه هي الفكرة، أن هذا الشخص شعر إنه قادر أن يغير من وضعه وقدره، فإطار الموضوع هو “تأجير الرحم” لكن داخل الحكاية صراعات ومناقشات للكثير من الأمور بداخلها”.
اختلاف آراء الجمهور
يرى إياد نصار أن آراء الجمهور ومتابعي العمل حول تصرف البطل الرئيسي تباينت ولم تأخذ منعطفًا واحدًا طوال الأحداث، موضحًا: “هناك من تعاطف مع “حسام” ويرى أنه تصرف بشكل صحيح، وهناك من تمنى أن يتصرف بشكل صحيح مع حبه لزوجته، وأن يرضى بحياته بهذا الوضع، لكن أنا لا أستطيع المصادرة على رأي المشاهد في حكمه وتفسيره، وأنا شخصيًا لم أحكم عليه، سواء الشخصية شريرة أو أنانية لا يصح أن أحكم عليه أخلاقيًا، فخلال التمثيل أتبنى أفكار الشخصية وأدافع عنها، لأن أي شخص لديه دائمًا مبررات لأي تصرف، حتى إذا كانت في نظر الآخر شريرة أو أنانية”.
مشهد مؤثر
تحدث إياد نصار عن أكثر المشاهد المؤثرة التي خاضها مع “حسام” في “صلة رحم”، مؤكدًا: “أحيانًا قد أتأثر أو أحب مشهد الجمهور لا يلتفت له أو يعتقدون أن المشهد الأبرز هو مشهد آخر، لكن بالنسبة لي يكون هذا المشهد هو مفتاح الشخصية، وبالنسبة لي أكثر مشهدًا مؤثرًا هو عندما ذهبت أنا و”حنان” والتي تجسدها أسماء أبو اليزيد لوالدتي، فعندما تحدثت أمامها كان انفجار الشخصية، لكنه لم يكمل حديثه لعدم رغبته في أن يشعر بالذنب تجاهها، لأنه يشعر دائمًا بالذنب تجاه والدته، فهي تحمله ذنبها بشكل مستمر، وإنها ضحت بحياتها من أجله، وإنه كان سببًا في وحدتها، وهو شخص يحب أن يعيش في دور الضحية والمظلوم، لذلك دائمًا يفضل أن يرمي الأحداث وأي أمر يحدث معه على شماعة أي شخص آخر”.
اختلف الجمهور حول نهاية مسلسل “صلة رحم” بمقتل “حسام”، وعلق إياد على نهاية البطل بهذه الطريقة: “هناك من تعاطف معه، وأرادوا أن يصل لحل مختلف، وهناك من شعر تجاهه بالذنب لأنهم ظلموا هذه الشخصية، وأرى أن الموت بالنهاية ليس عقابًا، لأنه على الجميع ظالم ومظلوم، لكن عقاب “حسام” هو إنه حمل ابنه ولم يكمل معه حياته، هذا هو العقاب الحقيقي، وتحزن إنه يمتلك كل هذه الطاقة من الحب لكنه ذهب تجاه القرارات الخاطئة، وأعتقد أن هذا ما جعل الجمهور يتعاطف معه بهذه الطريقة، وكل شخص تعاطف معه وفقًا لمفهومه الخاص”.
شاهد أيضًا: مسلسلات النصف الأول من رمضان.. نهايات صادمة وحزينة
جزء ثانٍ
وعن طلب الجمهور بجزء ثانٍ من العمل لأن الأحداث لم تنتهِ بعد، بل فتحت بابًا للرغبة في معرفة مصير الطفل الذي أصبح بلا أب وأكثر من أم، قال: “العمل انتهى بوفاة “حسام”، وهو عقد هذه الإشكالية بشكل أكبر، فإذا توفى الطفل أو إحدى الأمهات، فكان تم حلها، لذلك رغب البعض في جزء آخر”.
كواليس صعبة
كشف إياد نصار عن أكثر الصعوبات التي عاشها مع هذا العمل، وتحدث أن أكثر الأمور صعوبة بالنسبة له هو تصوير عمل تدور أحداثه في مصر لكن يتم تصويره في لبنان، خاصة أن لبنان تتميز بطبيعة جبيلة وأبنية تختلف عن مصر، لذلك كان هناك بحثًا دائمًا عن أماكن متشابهة، ويقول: “هذا الأمر مثل صعوبة على فريق التصوير والإخراج، وأيضًا الطقس صعب في لبنان خاصة في الشتاء فهو أكثر برودة من القاهرة، وتمثلت الصعوبة أيضًا في الغياب عن أسرتي على مدار 4 شهور، وأنا مرتبط بعائلتي”.
وفي ختام حديثه لسول العربية تحدث إياد نصار عن خططه المستقبلية والأعمال التي يخطط لها بعد نجاح “صلة رحم”، وأكد أن الصورة الكاملة ستضح خلال الفترة المقبلة، وأن هناك مشاريع فنية جديدة، لكنه سيكشف عن تفاصيلها فور معرفة التفاصيل.